وصف الكتاب:
شهد العالم عبر التاريخ القديم والمعاصر العديد من الأحداث الهامة التي تتعلق ببناء الدولة وإدارتها وأسلوب مواجهتها للأمور الخطيرةوتتطلب تلك الأحداث اتخاذ قرارات استراتيجية مختلفة ومناسبة للتفاعل معها وحلها. لعبت المعلومات دورًا مهمًا وفعالاً في صناعتها واتخاذها.كما قدمت المعلومات إنجازات مهمة للإنسانية على مر العصور، تمثلت في المساعدة على بناء مجتمعات وتأسيس وتطوير منظمات إدارية وسياسية واقتصادية وعسكرية، بما فيها أدوات صنع القرار، وساعدت الإنسان على اكتشاف الزراعة والتحول من المجتمع الرعوي إلى المجتمع (الزراعي، والصناعي، فالمعلوماتي)، من خلال ثوراتها المتوالية (اللغة، والكتابة، والطباعة، والثورة الصناعية، وثورة المعلومات).وتعد معرفة المفاهيم والأسس النظرية الخاصة بالمعلومات والقرارات وعملية صنعها واتخاذها الأساس الذي يبنى عليه الفهم المشترك، وتضطلع القيادة السياسية العليا في أي دولة بتنظيم مؤسساتها المعلوماتية والأمنية وتقويتها، بهدف حماية مصالحها الوطنية والقومية، والتخطيط لإدارة العمل السياسي والاقتصادي والعسكري عند مواجهة الحرب المحتملة، وتوجيه مؤسساتها للحصول على المعلومات عن قدرات دول التأثير والاهتمام ونوايا العدو الحقيقية والمحتملة لخدمة الأمن القومي لها.كما تساعد تلك المعلومات على تهيئة قيادة الدولة باستكمال استحضاراتها واتخاذ القرارات السليمة لإدارة الأزمة وحلها، أو خوض الحرب بشكل فعال وناجح، أو إحباط شنِّها من قبل العدو.وأصبحت للمعلوماتية حضورًا في تأسيس سمة هذا العصر المتغير وسط تسيُّد تقنية المعلومات والاتصالات، وتستهدف تحقيق متغيرات سريعة على صعيد بناء المستقبل، وستتأثر قيادات الدولة ومفاصلها المختلفة، وبضمنها مؤسسات صنع واتخاذ القرار بهذه الآلية الجديدة ومتغيراتها اللاحقة، مما يتطلب الأمر في هذه الحالة التدقيق في ماهية هذه المعلومات الناتجة من ثورة المعلومات، ومدى دقتها وشموليتها وعلاقتها بالمواقف التي تستدعي اتخاذ القرار بشأنها، ولتسهيل تلك العملية الناتجة من التطور التقني في مجال منظومات المعلومات، فقد برزت الحاجة إلى معرفة الجوانب