وصف الكتاب:
تعد مشكلة اللاجئين واحدة من أسوأ المشكلات التي واجهت ومازالت وستظل تواجه الواقع الدولي والوعي والضمير الإنساني، وخصوصًا في أثناء أو في أعقاب الحروب والكوارث الطبيعية أو في حالات انتشار الأوبئة وغيرها من الأزمات التي تحل بدول أو بمناطق العالم فرادى أو جماعات، ويترتب على حدوثها الكثير والعديد من أنواع المعاناة والنتائج الكارثية الإنسانية، وتجدر الإشارة إلى أن تلك المشكلة ليست نتاجًا حديثًا ومعاصرًا يضاف إلى قائمة المشكلات الدولية الراهنة، وإنما هي قديمة قدمًا يتواكب مع بدايات الوجود والسلوك الإنساني على وجه الأرض. ونظرًا لما يكتنف مشكلة اللاجئين السوريين من ملابسات ومآسي إنسانية تجاوزت الممكن والمعقول والمحتمل، فقد دفع ذلك الدكتور محمد عبدالرحمن عريف وهو باحث جاد وصاعد وواعد في ميدان البحث العلمي وبالتحديد في مجال التاريخ الحديث والمعاصر، فضلاً عن كونه باحث قومي عروبي منشغل بقضايا ومشكلات الأمة العربية، لأن لا تفوته هذه الفاجعة الإنسانية العربية دون أن يتناولها بالبحث والدراسة، للوقوف على أسبابها، وأبعادها، والنتائج المترتبة عليها، والمساعي والجهود الوطنية والإقليمية والدولية المبذولة لتسويتها، ولرصد التهديدات والمخاطر المترتبة على وجودها واستمرارها. الشأن، وإنما يتطلب الأمر المزيد من المتابعة والاهتمام طالما أن المشكلة قائمة، ولم توضع نهاية حاسمة لها هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الاهتمام بهذه المشكلة ينبغي أن لا يتوقف عند سرد الأحداث وتوثيقها وتعدد الدراسات بشأنها، وإنما يتوجب أن ينصرف إلى الدراسات المستقبلية المتعلقة بالحماية والوقاية منها والتحسب لها في إطار الإدارة الفعالة للأزمات الممكنة والمحتملة ليس في المنطقة العربية فحسب، وإنما في أي منطقة أخرى من مناطق العالم المختلفة.