وصف الكتاب:
يمثل انتشار الحركات المسلحة الدينية ظاهرة عالمية واسعة الانتشار، امتدت لتشمل العديد من الدول برغم اختلاف البيئات السياسية فيها، سواء تلك التي يسودها مناخ من الديمقراطية والتسامح، أو تلك التي تسيطر عليها حكومات تعتمد على ممارسة القمع في مواجهة الرأي المعارض. وإلى جانب الآثار الدولية لانتشار الحركات المسلحة الدينية عبر الحدود، أضحت الهجمات التي تشنها بشتى صورها تستتبع آثاراً دولية، وتجتذب اهتمام المنظمات الدولية بكافة أنواعها من حكومية وغير حكومية، كما أضحت أعمالها في بؤرة اهتمامات وهواجس الرأي العام العالمي. ويكفي أن أشير في هذا الصدد إلى الاهتمام العالمي واسع النطاق الذي تركز أخيراً على بعض الحركات المسلحة الدينية المستجدة، حال “داعش” في المنطقة العربية، و”جيش الرب الأوغندي” في أفريقيا. ويعد موضوع فكر الحركات المسلحة الدينية من الموضوعات الرئيسية التي حظيت باهتمام كبير من قبّل الباحثين المتخصصين، ومراكز البحوث والدراسات المعنية منذ سبعينيات القرن العشرين. وقد برز هذا الاهتمام بشكل واضح في الغرب لأسباب جوهرية، استراتيجية وسياسية وأمنية واقتصادية وثقافية . وتأتي الدراسة لرصد وتحليل تأثير الفكر في صعود الحركات المسلحة الدينية، مع التركيز على حالتين لتنظيمين ذي مرجعيات دينية مختلفة.