وصف الكتاب:
الأمم المختلفة لها خصائصها المتفردة وقيمها المتنوعة، فما يصلح هنا قد لا يصلح هناك، وما ينجح في أمة ليس بالضرورة أن ينجح في غيرها، فالفضائل والصفات موزعة بين الأمم، وكما قال أبو حيان التوحيدي الذي نتفق معه( ): هناك خصائص متنوعة تتفرد بها الأمم: فالفرس تقتدي ولا تبتكر ويميزهم السياسة، والروم لا يحسنون إلا البناء والهندسة، والصين أصحاب صنعة لا فكر لها ولا رواية، والترك يميزهم الشجاعة وهم سباع للهراش، والهند أصحاب وهم وشعوذة أي خيال، واليونان يميزهم الفكر…أما العرب فميزهم الفصاحة ولقد علمتهم العزلة التفكير وساعدتهم بيئتهم على دقة الملاحظة والفراسة وهم ذوو قيم خُلقية عالية، وإذا وصفت أمة بفضيلة أو رذيلة فلا يكون ذلك إلا على مستوى التعميم في القول، وما ينطبق على الأمم في القيم ينطبق عليها في سياسة الأمور، فلكل شعب له خصائصه، هذا محافظ وهذا ثورى وهذا تقليدي وهذا مُقلد، فالديمقراطية قد تصلح هنا وقد يتحقق العدل هناك..الخ.. فالاختلاف في السياسة رحمة بالأمم، كما يمثل الوعي الإنساني عند جماعة من الجماعات أو عند أمم من الأمم ما يؤهلها للتغيير السريع أو البطيء أو الاستقرار دون تغيير أو الإصلاح المتدرج أو الثورة الشاملة… وكذلك الأمة الإسلامية، لها نظامها المتفرد الذي تتميز به في السياسة والحكم بالشورى، ولا تفويض إلهي ببحاكم المسلم، ولم لا ؟؟!!، فلقد وضع لنا ربنا الله عز وجل، أساس الحيلة العامة في الإسلام ومنها السياسة والخلافة، وأسس لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الحكم بتأسيسه الدولة الإسلامية وحاضرتها المدينة المنورة، وأوضح لنا من خلا