وصف الكتاب:
سئل بروميثيوس عن الدواء الذي وهبه للبشر بعد أن منع عنهم لعنة "التنبؤ بمصرعهم" فأجاب بأنه أعطاهم "الآمال الخادعة". هذا حسب إيسكيلوس كيف كان تعامل المخلص مع تلك المخلوقات الضعيفة المضطهدة من طرف كبير الآلهة، وهذا كيف كان تصور هؤلاء البشر لذلك المخلص الرحيم، الذي آل على نفسه العقوبة التي ليس في وسع أحد احتمالها إلا إله مثله لا لشيء سوى رأفة منه بالبشر ولإشاعة العدل وإغداق تعزية وقدرة على مواجهة ما يعترض حيواتهم من مصائب ومصائر تنوء بهم أبد الدهر. وهو ما يبين أيضا ذلك التعلق والتشبث بفكرة المخلص والحاجة التي كان يجدها الأولون والمحدثون أيضا لأن ينتشلوا من براثن كل ما كان يعد منغصا وخانقا لكل نفس حياة تنتمي إلى كل فرد. لذلك تتمحور الرسائل الأربع لهذا الكتاب؛ عن كيفية إدراك فئة من البشر لمصائرهم ومن ثم التعامل معها، وهو ما يؤدي إلى سلسلة من العمليات التصاعدية التي تؤثر في كل شيء، فيكون هذا التأثير منتج لتطور في النوع البشري –تطور معين في زمن معين- يكون منتهاه دورة حركية تنتهي بزوال تلك الروح المحركة لتلك الفترة لحساب دورة أخرى. وبالاستطاعة استشفاف الكثير من الأفكار التي قد تبدو محورية ولكنها جد ثانوية بحيث لا يمكن فهمها إلا بإرجاعها إلى ما تمتد عنه من أفكار أخرى. فقبل التوجه نحو تمحيص أفكار مثل: التفاوت، الإصلاح، التمرد والعصيان وما ينتمي إلى هذه السلسلة يجب العودة إلى ما يسبقها من حالات نفسية لا تكون إلا في الأفراد كأفراد، هذه الحالات هي ما تؤدي إلى إدراكات تتعلق بذلك المصير الذي يطال وجود شخص معين، أما ما يلي هذا فهو إما توجه فردي أو جماعي كردة فعل اتجاه ذلك الإدراك. هذا الأخير هو ما يحدد ما تبقى من مشوار، ويحدد كذلك طبيعة المصير المنتظر ونوع السلوك المتخذ. وعن التوجه الثاني –الجماعي- تدلج بعض رسائل هذا الكتاب، وهو توجه يخلف نتائج جد مختلفة عن تلك التي ينهجها أولئك الفرديون في مواجهة ما يعترض سبيلهم من خيبات وانكسارات تشاكل تلك التي يواجهها الآخرون من ذوي التوجهات الجماعية.