وصف الكتاب:
يشهد العالم مؤخرا نوعا جديدا من التهديدات التي اصطلح على تسميتها بالجرائم المتعلقة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال، حيث أصبحت تهدد أمن وبنية المجتمعات الوطنية والدولية خاصة أنها سريعة الانتشار مقارنة بالجريمة التقليدية ويصعب تحديد هوية مرتكبيها، فهي تعتبر نوع من أنواع الحروب اللاتماثلية التي تواجهها الدول في العصر الحالي الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع الوعي وتزايد الإدراك بسلبياتها على المجتمع وبالتالي العمل على مواجهتها بالرغم من تعدد أنواعها، كما يحظى موضوع الإباحية الالكترونية المتعلقة بالأطفال باهتمام متزايد من قبل الباحثين والدارسين في عدة مجالات، وذلك لخطورة وسرعة انتشاره، خاصة مع تطور تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وتوسع العالم الافتراضي الذي صاحبه ظهور هذه الظاهرة التي تمس بالدرجة الأولى تكوين شخصية الطفل وتصقل تصرفاته تجاه الانحراف والاضطراب النفسي الذي يتولد عنه مستقبلا جيل تقوده غرائز جنسية ومجتمع قائم على الانحلال الأخلاقي. حيث يعيش العالم اليوم هوسا جنسيا أصبح منتشرا بكثرة الأمر الذي جعل هذه القضية تطرح على أنها من أشد الجرائم تأثيرا على الكيان البشري برمته، خاصة أنها تمس مخلوق صغير وبريء غير مكتمل النمو سواء عقليا أم جسديا، وتعتبر الشبكة العنكبوتية (الانترنت) مروجا ووسيلة أساسية وان صح القول هي السلاح المعتمد لنشر المواد الإباحية، والدول العربية شأنها شأن مختلف الدول تأثرت بالتطور التكنولوجي الذي شهده العالم حيث أصبحت الانترنت من الضروريات في هذه المجتمعات التي تتميز عن غيرها بالعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف وبالتالي لا بد من الحفاظ عليها وحمايتها، وبما أن الشبكة العنكبوتية عملة ذات وجهين أحدهما ايجابي والثاني سلبي هذا ما أثر بدوره على بنية المجتمعات العربية التي طرأت عليها عدة تغييرات تحت غطاء ما يعرف بالعولمة صاحبها ظهور ذهنيات جديدة وجيل متأثر بالعادات الغربية ما يجعله عرضة لمخاطر العالم الافتراضي المتسم بانتشار ما يعرف بالجرائم الالكترونية، فأصبحت الدول العربية محط أنظار المجرمين المعلوماتيين ما يلقي عليها مسؤوليات جسيمة للحفاظ على مجتمعاتها خاصة وأن التهديدات الأمنية الداخلية أصبحت أشد خطورة لأنها تمس الأمن الإنساني للدولة، ومن هذا المنطلق برز في هذا عصر ما بعد الحداثة مفهوم الأمن الإنساني باعتباره يمثل مؤشر لقياس مدى استقرار الدول ما إذا كانت تصنف في صنف الدول الهشة أم الدول التي حققت الاستقرار، بناءا على ضمان الأمن الوطني إلى الأمن المجتمعي، إلى الأمن القومي، الأمن السياسي كما برزت في حقل الدراسات الأمنية والعلاقات الدولية ومدى ارتباطها بالتقدم التكنولوجي والثورة الرقمية.