وصف الكتاب:
شخصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لم تكن من تلك الشخصيات التي تموت ويموت معها كل شيء، ليس الأمر كذلك في عظمة كهذه، وإنما خلقه الله سبحانه ليبقى ويبقى معه فكره وشخصه، خالداً ومخلداً، وتخليد علي بن أبي طالب يجعل الأمة تعيش معه في كل حياته، لتحيي ذكرى إطلالة النور، وتأبنه في كل سنة، عندما تمر سحابة الحزن في ليلة جعلها الحق تبارك وتعالى مهبطاً ومصعداً لملائكته.. تلك هي ليلة القدر.. ليلة صرخ فيها جبرئيل: تهدمت والله أركان الهدى.. ليلة صاح فيها أمير المؤمنين: فزت ورب الكعبة.. ليلة يحق للمسلمين فيها ارتداء لباس السواد حداداً على من لولاه بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ما قام الإسلام ولا خلد؟ ويأبى علي إلا أن يجعل العالم كله ينهل من منهله العذب فكراً حافلاً في دنيا الاقتصاد والاجتماع وحقوق الإنسان وعلم النفس والطب وكل ما له دخل كبير في تطور الحياة.. مثل هذا الفكر الكبير كيف يمكن للباحث أو المتطلع أن يمر على فصول حياته مروراً خاطفاً، وإنما عظمة كهذه تستوقف أصحاب البصيرة جميعاً ليقفوا على ساحلها متسائلين عن كل حدث جرى في أيامها، ناهيك عما يتعلق بها خاصة، والتداعيات التي حصلت جراء تلك الأحداث القوية جعلت من الجميع ممن يتصل بالإسلام وممن لا يرتبط به باحثاً عن خلفية هذا الحدث وتلك القضية، ليفهم السبب فهماً تحليلياً معمقاً، حتى يخرج بنتيجة قد تقترب من مرفأ الصحة وقد تبتعد، تلك مسألة لها خلفياتها السياسية، والمذهبية، والعقائدية، والعاطفية أيضاً..!! ومن صميم هذه الأحداث اغتيال أمير المؤمنين، فمن الذي قام بهذه الجريمة الفظيعة؟ هل هم الخوارج كما نسمع ونقرأ في كل عام؟ أو إن الذي اغتاله معاوية بن أبي سفيان؟ أو الأشعت بن قيس وأبو موسى الأشعري؟ أو إن هنالك مخططين ومدبرين ومنفذين؟! أو إن أصابع خفية؟ أنا وأنت لا نعرفها قامت بهذه الجريمة، أو ماذا؟؟ كل هذه التساؤلات وغيرها تحيط بالقارئ لتجعله يتساءل وبشكل ملح عن قضية حفرت في قلب المحب لعلي نفقاً مظلماً من الحزن والأسى.. وجرحاً عميقاً بعد لم يندمل!