وصف الكتاب:
التقويم نوع تنظيم لحياة الإنسان، بل هو تنظيم لما يريد أن يفعله في كل يوم أو في كل أسبوع أو في كل شهر وسنة إذ أن بعض الأعمال تستدعي أن يفعلها الإنسان في كل يوم وبعضها في أسبوع والبعض الثالث في شهر أو سنة وذلك بحسب المناسبات التي تحدث خلال السنة. والمناسبات تارة شرعية كالصلاة وصلاة الجمعة والصوم والحج والعيد. وتارة أحداث إسلامية كيوم المبعث والإسراء والمعراج والغزوات الإسلامية وتارة ثالثة ولادة نبي أو وصي أو بطل وعالم وفقيه إسلامي. وكل واحد من هذه المناسبات له التأثير القوي الإيجابي في حياة الإنسان سواء كان مباشراً أو غير مباشر، مثلاً العيد ينشر الفرح والبهجة والسرور في جميع البلاد الإسلامية على جميع المسلمين مهما كانت حالتهم حتى لو كان أحدهم قد فارقه حبيب وأعز الناس عنده فإن ذلك اليوم يوم فرح يؤخر حزنه إلى غيره من الأيام. بعض هذه المناسبات فيها ذكرى إسلامية تعيد للإنسان روحيته وتقويها مثل يوم المبعث فهو يوم بعث فيه محمداً رسولاً من الله بالإسلام ويوم الإسراء والمعراج هو شاهد ودليل على صحة البعثة والإسلام، وكم ترتفع هذه الروحية بذلك اليوم وكذلك الغزوات فإنها تذكر بجهاد الرسول والمسلمين وبالتضحيات وباندحار الكفر بكل ما أوتي من قوة ولم تبق له إلا إطلالة، فأين عتاة قريش الذين وقفوا في وجه الإسلام أين اليهود، وحصونهم فقد جلاهم الإسلام ودفعوا الجزية وهم صاغرون. والمناسبات تذكرنا بأبطال الإسلام الذين ضحوا في سبيله، لم يخافوا إلا الله، ولم تأخذهم في الله لومة لائم فقد بدلوا أموالهم وأنفسهم لبناء صرح الإسلام. وكذلك الاحتفال بمواليد العظماء، فهو تقدير لما قاموا به من الأعمال التي لا نظير لها، أو قل وجودها سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية فإن تلك الجهود التي بذلها لنصرة الدين مثلاً أو خدمة المجتمع الإسلامي أو ضحى بنفسه لأجل الدين لا تذهب سدى لا في الدنيا ولا في الآخرة، فإن الاحتفال بمواليدهم أو بالأعمال التي قاموا بها تقدير واحترام لذلك وخاصة إذاً صاحب ذلك بذل المال وتوزيعه على الكبار والصغار فإنه يجعل ذلك اليوم يوم عطاء يوم إنفاق يذكره الناس، ولا يغيب عن أذهانهم. بعض هذه المناسبات إن لم يكن جلها، توجب ترسيخ العقيدة وتقويتها، بل قد يكون يوم ثقافة يكثر فيه الحديث عن الدين الإسلامي وعن العقائد الحقة وإبطال الأقاويل والافتراءات عليه. أو يكون يوم ثقافة يكثر فيه الحديث عن فضائل رجل وبيان جهاده في وجه الظلم والطغيان مثل: الاحتفال بمولد أو استشهاد الحسين رضي الله عنه أو واحد من الأئمة رضي الله عنهم، أو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو فاطمة الزهراء رضي الله عنها فإنه يذكر ذلك اليوم دائماً مقترناً بالجهاد للعقيدة بل أصبح جزءاً بما يعتقده الإنسان فإن الاحتفال بأيام عاشوراء كلها جعلت لبيان أحقية الإمام الحسين رضي الله عنه للخلافة وظلم يزيد له وإخراج الخلافة من أهلها إلى من لا يستحقها. انطلاقاً من هنا فقد سعى هذا الكتاب التاريخ للمناسبات الإسلامية حيث ذكر عن كل تاريخ الأحداث التي وقعت أو المناسبات التي وقعت أو المناسبات الدينة التي تحتفل فيها بهذا التاريخ، وإذا كانت المناسبة ولادة صحابي أو علم من الأعلام المسلمين تم تقديم ترجمة مختصرة للعلم مع ذكر مكانته ومؤلفاته إن كان من أصحاب المؤلفات.