وصف الكتاب:
شعلة في طريق العلاقة مع القرآن الكريم، وانقلاباً في العلاقة مع هذا الكتاب الذي كان يرتعد النبي (صلى الله عليه وسلّم) ويسخن جسمه حتى لكأنه أصيب بالحمى (عليه الصلاة والسلام) لنزول آياته عليه، إلاّ أنه وللأسف يمر علينا دون أن ترق له قلوبنا أو تهتز لكلماته مشاعرنا. ويبدأ د.مجدي الهلالي كتابه الذي أضحى اليوم مدرسة أسمها (العودة إلى القرآن) الحكاية من لحظة سماع الجن لكلمات القرآن الكريم، فانطلقوا ينذرون إخوانهم من هذا الكلام العجيب، ويتابع د.الهلالي قائلاً "لم يكن هؤلاء النفر من الجن وحدهم هم الذين أدركوا قيمة القرآن؛ ففي تاريخنا أسطر من نور تقُصُّ علينا أن جيلًا كاملًا قد أحسن استقبال القرآن، وتعامل معه على أنه منهج حياة، جاءهم من عند مالك الحياة – رحمة منه وفضلًا – ليُعينهم على السير فيها بما يُحقق لهم السعادة في دنياهم وأخراهم". وهؤلاء هم صحب الرسول الكريم الذين يطلق عليهم سيد قطب (رحمه الله) جيل قرآني فريد، لكن د. الهلالي يرى أنه "مضى الزمان، وابتعد المسلمون شيئًا فشيئًا عن القرآن قائدًا وموجهًا، ومصنعًا للتشكيل والتغيير، واشتغلوا عنه بأمور أخرى، ولم يُعطوه من أوقاتهم وأنفسهم ما أعطاه الجيل الأول له، ولم يأتوا أمره من أوله، فما انطلقوا في تعاملهم معه من القصد الأسمى لنزوله.. فماذا كانت النتيجة، وماذا حصدت الأمة من وراء ذلك ؟" بالتالي فكتاب العودة إلى القرآن يمثل منهجاً جديداً لإعادة بناء علاقتنا مع القرآن الكريم وفق ما أراده الله (عزّ وجل) منّا وطبقاً لرسالة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم).