وصف الكتاب:
ظهرت في أبي الفضل (العباس) الشجاعتان الهاشمية التي هي الأربى والأرقى فمن ناحية أبيه سيّد الوصيين، والعامرية فمن ناحية أمه أم البنين »وروي عن الإمام جعفر الصادق "كان عمنا العباس بن عليّ نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله عليه السّلام وأبلى بلاءً حسناً ومضى شهيداً". وروي أيضا عن علي بن الحسين السجاد : « رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه » وقد عاصر العباس الحروب التي خاضها أبوه ومقتل عثمان بن عفان، ثم بيعة أبيه ، ثم معركة الجمل، ومعركة صفين، ومعركة النهروان. ليس العباس بطلا فحسب انما كان عالماً فاهماً لشرع الله وسيرة رسول الله صفاته ان العباس رجلٌ وسيمٌ جسيمٌ، يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطّان في الأرض. وقال الإمام الصادق عليه السّلام : «كان عمُّنا العباس بن علي نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله عليه السّلام، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً» وقد كان صاحب لواء الحسين عليه السّلام، واللِّواء هو العلم الأكبر، ولا يحمله إلاّ الشجاع الشريف في المعسكر. في كربلاء كان صاحب لواء الحسين في معركة كربلاء واللواء هو العلم الأكبر ولا يحمله إلاّ الشجاع الشريف في المعسكر. و لما طلب الحسين من أصحابه الرحيل قام إليه العباس فقال: " ولِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبداً." ومن أشهر مواقفه في كربلاء لما أخذ عبد الله بن حزام ابن خال العباس أماناً من ابن زياد للعباس واخوته من أمه قال العباس وإخوته: لا حاجة لنا في الأمان، أمان الله خير من أمان ابن سمية. ومن شجاعته أنه في كربلاء حين حوصر أربعةُ رجال بين الأعداء ندب إليهم الحسين أخاه العباس فحمل على القوم وضرب فيهم بسيفه حتى فرّقهم عن أصحابه ووصل إليهم فسلموا عليه وأتى بهم ولكنهم كانوا جرحى... »."[4]. يقال لما ادخلت الرايات على دعي بني أمية يزيد ورأى راية العباس ومابها من طعن وظرب من جميع انحائها إلا من جهة المقبض سأل لمن هذه الرية فقيل له للعباس فقام يزيد ثلاث مرات وجلس من حيث لايعلم((إبراهيم العامري)) واشتهر بالسقاء لأنه استشهد وهو يحاول احضار الماء للعطاشى من آل البيت في كربلاء وعندما عاد بالقربة غال به القوم وأوقعوه من فرسه وقطعو كفيه ومزقوا القربة. عند استشهاده تروي المصادر أن الامام الحسين عليه السلام وقف عند رأس أخيه وقال "الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمت بي عدوي" وحاول حمله إلا أن العباس رفض معللا أنه يستحي من الأطفال ومن سكينة بنت الحسين لأنه لم يحضر الماء وكذلك قام بمواساة أخيه الحسين حيث قال العباس :"أنت تمسح الدم والتراب عني وتواسيني وتنقلني إلى الخيم بعد ساعة وعند سقوطك من سيمسح الدم والتراب عن وجهك " [4]. وبقي الامام الحسين عليه السلام ورأس أخيه العباس في حجره حتى فاضت روحه في اليوم العاشر من محرم الحرام من العام الحادي والستين للهجرة النبوية.