وصف الكتاب:
رواية قصيرة من تأليف الروائي المسرحي الروسي ميخائيل بولغا وهي رواية تمتاز بنقدها التهكمي للأوضاع التي آلت إليها روسيا. كتبت الرواية عام 1924، ورسمت بعمق وألم حالة الفوضى التي أصابت البلاد، وإحساس المواطن بالضياع والغربة، والخوف على المستقبل ووصوله مرحلة الانهيار، أمام عصبة من الأشخاص تعبت بكل شيء، وتدمركل شيء لغاية لا يدركها إلا "الشيطان"! إن بطل العمل "كوروتكوف" أمين السّر في مستودع أعواد الثقاب، الذي نزع من رأسه فكرة "تقلّبات الدهر" وغرس عوضاً عنها ثقة بأنه سيستمر في عمله هذا، في المستودع حتى نهاية الحياة على سطح الكوكب، وجد نفسه يعيش محنة قل أن تحدث إلا في الأنظمة الشمولية، أو في موسكو بداية العشرينات زمن الانتقال من نظام إلى نظام. في هذه المرحلة يجد كوروتكوف نفسه مطروداً من عمله بحجّة خطأه في إسم مديره الجديد، ولأنه عينه تورّمت وهو يختبر علب الكبريت، التي استلمها عوضاً عن مرتبه الشهري. الشخصية التي تطرده – "كلسونير" شخصية غريبة جداً فيها من البشر شيء ومن العفاريت أشياء، إنها تحتل المؤسسة وتبدأ العبث بها، وبوظفيها، وحين يحاول كوروتكوف أن يفهم ما الذي يجري، تبدأ متاعبه من سرقة وثائقه الشخصية، إلى اكتشاف أن "كلسونير" وجماعته "الكلسونيريين" يديرون البلاد كلها. إن "موضوعة الشيطان" إحدى المواضيع المحببة إلى بولغاكوف، ولعل الوسط الديني الذي نشأ فيه، وقراءته للعهدين القديم والجديد وغيرهما، أشياء زودته بذخيرة كبيرة في هذا المجال.