وصف الكتاب:
عندما تسأل رجل الجبل: لماذا تبنون قراكم هناك، في رؤوس الجبال المنيعة؟ إذ يكاد الوصول إليكم مستحيلا، فضلا عن خطر الطريق: فهذه الدروب فوق المهاوي، وهذه الجلاميد وهذه الانهيارات! يجيبك الجبلي: (الأصدقاء الجيدون يصلون إلينا في الطرق الوعرة مستهينين بالمخاطر، أما الأصدقاء السيئين فلا حاجة لنا بهم)، ولهذا فقد يكون هؤلاء الناس قد استقرُّوا في الجبال، مفضلين بذلك الوجود غير الآمن، على استعباد جيران أقوى منهم لهم، فرغم عدم الأمان، والمخاطر، اختاروا الحرية ، ولهذا فقد اخترنا هذه الطريقة في الكتابة، لأنها الأقرب لطبيعة الجبليّ، فرغم ما فيها من انهيارات وجلاميد ومهاوي، ستعيشونها مع هذا المكتوب، مما ينتج عنه عدم الأمان والمخاطر، إلا أنها مليئة بشعور التأمل، بجناحين نطير بهما من رأس قِلّة جبلية، ودوننا السحاب، كالصقر الحر، فرغم الوجود غير الآمن والقلق الدائم، إلا أنها خير من استعباد الأيديولوجيا لنا، حتى ولو لبست العمامة، وسكنت المعبد.