وصف الكتاب:
لقد طرح سوسير في هذه المحاضرات تصوراً جديداً للسانيات يقوم على مجموعة من المفاهيم الإجرائية التي أصبحت إرثاً للمدارس البنيوية بعده مثل النسق واللسان والكلام والدال والمدلول والسانكرونية والدياكرونية والعلاقات المركبية والترابطية. وعــوض استعراض مضامينها – وهو ما سيضطلع به جورج مونان في هذه الترجمة- سنكتفي بالإشارة إلى ترابطها العضوي داخل النظرية اللسانية السوسيرية. ولعل المسألة المركزية التي استأثرت باهتمام سوسير كانت تحديد موضوع ومنهج اللسانيات فجاء تمييزه بين اللغة والكلام واللسان ليؤكد بأن اللسان هو موضوعها الحقيقي. كما أن تمييزه بين السانكرونية والدياكرونية كانت غايته تحديد المنهج الكفيل بدراسة اللسان (السانكرونية) والنظر إليه باعتباره نسقاً مكوناً من وحدات متعارضة. ويبدو أن الثنائية الأخيرة توضح كيفية اشتغال اللسان الذي ينتظم بحسب محورين هما المحور المركبي والمحور الترابطي. الأول ذو بعد أفقي ومرتبط بالطبيعة الخطية للعلامات. أما الثاني فهو ذو بعد عمودي وله صلة بما يقيمه الذهن من علاقات بين وحدات لغوية لها سمات مشتركة