وصف الكتاب:
أربعون ربيعاً وخريفاً وصيفاً وشتاءً وفصولاً أخرى ربما، رسمتها ريشةً عاثرةً غير متقنة، لم تحترف البيان بين أنامل أمراء الكلام، غير أنهار رغم ذلك ريشة عفوية صادقة رسمت حروفها كما يرسم النجم وجهه على صفحة الماء أو كما يرسم الورد حياءه على أوراقه. ريشة دواتها بعض مائها، ماءً اختلط فيه قلق الحيرة بإطمئنان البصيرة ونزق الطيش بوقار الحكمة، والأضداد بالأضداد من كل لون ومعنىً، فغدت تذرف الحرف أو تنزفه حينما تكتبه، وترويه رياً ليرتعش كنبضة الحياة لا رواية ليرمى بعد حين فوق مهملات الأحرف البائدة المحنطة. هذه هي ريشة الشاعر "أمين سعود الساحلي" التي لم تخط كلمة في هذا الكتاب لخطب ود أو للتملق والتزلف بل لتكون لوناً لغصن يابسٍ أو أنشودة سرورٍ في روضٍ مهجور، وقد جاء الجزء الاول من هذا الكتاب، وهو تحت عنوان "المهجور" هو عبارة عن تأمل ذي مكابدة في أمهات العناوين في حياة الإنسان وحضارته تحت فيء القرآن المهجور المنكسر المعتقل المجدّ غير السيد وغير الآمر؛ وتحدث فيه المؤلف عن الفكر والعقل والكون والوجود والتاريخ والمرأة والعلم وغيرها... أما الجزء الثاني فجاء تحت عنوان "غالية"، هو مواصلة لخطوات كتبها المؤلف على نفسه في التعبير عما يدور في خلده من خاطر نبيل مبرور أو تسويلٍ شقي متجرئ من خلال قصائد غير آبهة بالقيافة التي يقررها الشعراء لقصائدهم، فهي لا يهمها إلا أن تكون أمينة على المعنى الذي حملت، هكذا كتب في الولاء والدماء والتراب والعشق والثورة وغير ذلك... أما الجزءان الأخيران "القمر الغريب" و"الوردة والطائر" فهي قصائد قديمة إنتقاها لتكون جنباً إلى جنب القصائد الجديدة، هكذا يكون "الأربعون ربيعاً" تاماً بقديمة وجديدة حالياً عن أكثر ألوان الريشة خفاءً وغياباً...