وصف الكتاب:
تعد رواية "سبع عجاف : سرد من الذاكرة" من الروايات الشيقة حيث تبدأ أحداثها "أقفلت خط الهاتف، بعد أن أنهيت نقاشاً حاداً دار بيني وبين أحد الزملاء في الصحيفة، والمعروف بقربه من رئيس التحرير، في الحقيقة أنه بدا ممتعضا من طريقتي في التعامل مع مسؤولي التحرير، وإصراري الدائم على إدراج الأخبار والمقالات التي أعدها، ومن عدم تفهمي للسياسة العامة للصحيفة، وعدم تقديري للخطوط الحمراء المفروضة عليها من الأعلى حسب قوله، بدوري لم أكن لأستسيغ مثل هذه الأعذار، ويزعجني أن أسمعها من أي زميل لي في محيط الإعلام، فإن لم يكن للإعلامي استقلالية وحرية في مهنته، دون فرض أراء ووصايا عليه قد تكون مضللة للقراء، فإني أرى الاستقالة والتنحي أفضل من خداع الناس عبر مهنة تعتبر السلطة الرابعة في أي دولة. ليس من خلال نشر المعرفة والتنوير فقط بل في تشكيل الرأي والإفصاح عن المعلومات والحقائق وتمثيل الشعب لدى الحكومة وإظهار وجه الأمم لنظيراتها. إن ما وجدته في الأشهر الماضية من مضايقات من إدارة التحرير في الصحيفة، تمثلت في حجب الكثير من التحقيقات الميدانية التي وقفت عليها بنفسي، واللقاءات والأخبار التي تعبر عن نبض الشارع، وترديدهم نفس الحجة من تجاوز للخطوط الحمراء، والتي لا أعرف لها معنى عندهم سوى أنها تغييب لصوت المواطن وتحجيم للعين الكاشفة لفساد وتسلط بعض المسئولين، جعلني ذلك أفقد الكثير من علاقاتي داخل الصحيفة وأعيش حالة نفسية سيئة. ففكرت بمراجعة العيادة النفسية عند صديقي مازن فقد أجد عنده حلولاً للخروج من هذه الحالة المرهقة. إنه يشعرني بالارتياح لمجرد الحديث معه. حين دخلت عيادته هبّ واقفاً للترحيب الحار، فرغم تواصلنا عبر رسائل الجوال بعد كل خبر أو تحقيق ينشر لي، إلا أن أشهراً طويلة مرت لم نلتق فيها، بدأنا الحديث عن ذكريات جمعتنا بالسابق وعن أحوالنا الآن، ورغم اندماجي معه في ذلك إلا أن صوتاً خافتاً مسترسلاً لا أكاد أتبين كنهه تسرب إلى أذني من داخل غرفة الكشف واستوقفني، انشغلت به قليلاً ثم ما لبثت أن أحسست بالحرج، وسألت صاحبي إن كنت أعيق عمله؟. ابتسم الدكتور مازن وأخبرني أن الصوت لأحد مراجعي عيادته وأنه الآن في جلسة ضمن برنامج علاجي له لا يستدعي تواجده بجواره وسيغادر بعد دقائق قليلة..... وغيرها من الاحداث التي ستعرفها عند قرآتك للرواية.