وصف الكتاب:
رواية "إنَّ وأخواتها... وحروف النصب" للكاتبة اللبنانية صونيا عامر، نقرأ من مقدمة الكاتبة: يأتي عريس الغفلة، ليسأل الوالد ابنته وفاء، هل توافقين عـلى محمد زوجاً لك؟ تسـرح وفاء بالخيال لتجد نفسها قد تزوجت بعمر الثامنة عشـر من شاب يكـبرها بأربعة عشـر عاماً، بناء عـلى رغبة والديها وتشجيعهما. يسافر زوجها محمد مخلفاً وراءه العروس الشابة ونطفة علقت في أحشائها عـلى أمل رؤية المولود الصيف القادم إن شاء الله تعالى، فالزوج لا يستطيع اصطحاب زوجته معه لظروفه المادية. كما جاء غـيره من بعد، جاء الصيف وعاد المغترب وفرح بولده، كما وتشاجر مع زوجته لمبالغتها في توسيع البيت وهدر الأموال عـلى تلك الصالونات الفارهة وغرف النوم الراقية، ومن ثم سافر ليعود وهكذا دواليك. مرت السنوات وأثمرت زياراته للزوجة العشيقة الـتي يزورها مرة في العام عن ابنتين وولد، ومـنزل كـبير نسبياً وخلافات لا حصـر لها ولا عد مع عائلته وعائلتها نتجت عن غياب الزوج وتدخل الأهل بشؤون الأسرة المستهدفة، كما تصفها وفاء. إلى أن أتى اليوم الذي كـبرت فيه البنات وطلبت فيه يد إحدى البنتين للزواج، فعارض الزوج المهاجر دون أي مراعاة لحب الفتاة لطالبها. وبناء عليه، ترغم فاتن عـلى الزواج بابن عمتها رائد، حيث لا يمكن رد طلب الأقارب كما جرى عليه العرف قبل أن يهاجر محمد. تحمل فاتن البنت المسكينة وتنجب لتجد ابنتها مشوهة بوجهين والسبب في ذلك حالتها النفسية وعدم إجراء الفحص الطـبي المطلوب أثناء الحمل، كما ويعود الأب محمد ليجد زوجته وفاء الـتي أصبحت جدة مـصرة عـلى الانفصال. تنتفض وفاء عـلى نداء والدها، لتـصرخ بأعـلى الصوت، لا لا أريد زواجاً تقليدياً، علي أن أحب أولاً، أن أقتنع، لا أريد محمداً زوجاً لي.