وصف الكتاب:
يذهب الشتاء وتتوالى الفصول، يبدو أنها دورة اليام في هذه الجزيرة. ما يتعبني فيها؛ شتاء روحي وبرده الذي أصبح لصيقاً بدواخلي غير آبه بالأيام ودوراتها. أبحث عن الدفء شذراً، حتى ضاعت مني نفسي وتاهت عني بهجتها. كنت طاقة للأحلام لا تعرف سبيلاً للتعب، لكنني تبددت تحت وطأة مستحيلاتي شأني شأن أي سحابة عابرة في سماء هذه الدنيا، فلا هي ثبتت في مكانها ترقب الأشياء من أعلى ولا هي أمطرت واختلطت مياهها بجوف البحر. لطالما أسرَّت لي أحلامي السخيفة، بأنني لا أنتمي لواقعي. فرط احساسي يضعني بمعزل عن افتراضات الرضا. في عشرينياتي، لكني أراني أبلغ سن اليأس على غفلة من ربيع عمري. عنوة يأخذني (فشلي الكلوي)من حلمي الكبير، فبدلاً من أهدهد طفلي، أجدني أنعى حلماً ضاع فيه. سلبني هذا المرض اللعين حقي في مشروعية الأحلام البسيطة. حلم كل امرأة أن تغدو أماً يوماً ما أما أنا فقد جف نبع أرضي من مائه فما عاد خصباً وما عاد يبشر بأي موسم.