وصف الكتاب:
في هذه المرحلة من تاريخ العراق السياسي يبرز الدور الذي يلعبه الأكراد في إنشاء بنيات سياسية جديدة للعراق قابلة للبقاء وتحظى بالقبول العام. وإذا كان ممكنا أن نلمس أن الأكراد طبعوا قانون إدارة الدولة بطابعهم الميال إلى ضمان الاستقرار وتشكيل بنيات سياسية جديدة تتوافق مع مقتضيات الشراكة والمساواة السياسية والوئام الاجتماعي، فذاك لأن الأكراد يرون أنهم معنيون بشكل مباشر بممارسة دور فعال لضمان أمنهم وأمن البنيات السياسية المزمع إقامتها.لم يعرف الأكراد الاندماج السياسي في العراق منذ أن قررت عصبة الأمم ربطهم بالعراق في عام 1925. لقد دمرت سياسات بغداد القاسية كل ثقة للأكراد بالدولة. وتشكل الظروف الراهنة فرصة تاريخية بالنسبة للأكراد، وكذلك بالنسبة لطوائف أخرى في العراق، لإعادة بناء هيكلية الدولة وبنياتها السياسية بحيث تصبح مستعدة لاستيعاب كل الطوائف وحثها على الاندماج السياسي. لا مراء في أن الأكراد يشددون كثيراً على التوازن في الترتيبات الجديدة ويسعون لأقامة تعايش سلمي طويل الأمد، وراسخ، قائم على الشراكة والوئام.