وصف الكتاب:
ما يهم هو الحقيقة. لدي الآن وقد صرت عجوزاً، كل السكينة لكي أعيش، سأدلي بالكلمات والزمن. انني أحسني مثقلة بعض الشيء. وهذا لا يعود إلى وطأة السنين، بل إلى وطأة كل ما لم يقل، كل ما كتمته وأخفيته. لا أعلم بأن ذاكرة مملوءة بأنواع الصمت وبالنظرات المتقطعة يمكن أن تصير كيساً من الرمل يعسر معه السير. قضيت وقتاً طويلاً للوصول إليكم، أيها الأخيار! لا تزال الساحة دائرية كما الحمق. ولا شيء تغير. لا السماء ولا الناس أنني سعيدة بكوني أخيراً هنا. أنتم خلاصي، ونور عيني. أن تجاعيدي جميلة وكثيرة. فما بدا منها على الجبين هي آثار ومحن الحقيقة. هي انسجام الزمن. وما بدا منها على ظاهر اليدين هي خطوط القدر. انظروا إليها كيف تتقاطع، كيف تشير إلى مسالك الخط راسمة نجمة بعد سقوطها في ماء إحدى البحيرات. هنا تكمن قصة حياتي، فكل تجعيدة قرن، طريق عبر ليلة شتوية، عين ماء صافية، صياح من الضباب، لقاء في غابة، قطيعة، مقبرة، شمس محرقة. هنا، على ظاهر اليد اليسرى، هذه التجعيدة ندبة، فقد توقف الموت ذات يوم ومدّ لي نوعاً من العصا الطويلة.