وصف الكتاب:
اختزل مصطفى بطل هذه الرواية "أهلاً سيادة الرئيس" تجربة الأحرار من قبل فانصقلت شخصيته بثقافة نقية أصيلة جعلته يفهم دوره الإصلاحي في الحياة. فلا يثور المخلصون من أجل غايات شخصية أو رغبة منهم في المواجهة والتصعيد مع السلطة إنما هم يقلعون أشواك الظلم التي تدمي جسد الأمة ويسقون أرضهم القاحلة بدمائهم الزكية كي يفسحون لشعوبهم فسحة أمل من أجل البناء والإصلاح وتعمير الأرض ويطيبون جراحها كي تعود حياتهم حرة أبية ويعيشون إنسانيتهم، فالرئيس (مصطفى) هو الأمل الذي استشهد من أجله (محمد) والمحصلة النهائية للصراعات والمحن. وكما افترضت المؤلفة في روايتها السابعة "عندما يفكر الرجل" نموذج للبطل الثائر، افترضت الآن نموذج للرئيس المصلح الذي نبت مع قمح الحقول وورد الأقحوان نقاوة وبساطة واقتراحته الصورة الكاملة بكل معطياتها ونموذجاً مثالياً لا يتأتى من فراغ أو محض صدفة إنما هو وليد عوامل تربوية، ذاتية وبيئية اجتمعت كلها فكونت خصائص الكاملة. فجاء مصطفى خادماً لشعبه المنهك بالاستعمار يفسر أحلام الأنبياء على أرض الواقع لا رئيساً يحكمها استبداداً وعنفاً ويسخر المحكومين لتنفيذ مآربه الشخصية، وقد تركت طائر خيالها يحلق في منابع المعرفة الجمة ومصادر المعلومات ليقطف منها مشاهد ومواقف وأمكنة تخدم مضمون الرواية وتؤلف بين مشاهدها بتناغم لتضفي عليها جواً من المصداقية والموضوعية.