وصف الكتاب:
القصة القصيرة هي جنس أدبي، وهو عبارة عن سرد حكائي نثري أقصر من الرواية. وتهدف إلى تقديم حدث وحيد غالبا ضمن مدة زمنية قصيرة ومكان محدود غالبا لتعبر عن موقف أو جانب من جوانب الحياة، ولا بد لسرد الحدث في القصة القصيرة أن يكون متحدا ومنسجما دون تشتيت، وغالبا ما تكون وحيدة الشخصية أو عدة شخصيات متقاربة يجمعها مكان واحد وزمان واحد على خلفية الحدث والوضع المراد الحديث عنه، ومما لا شك فيه أن الذوق ملكة مهمة في حياة الإنسان، وتطور هذه الملكة ونموها أمر يستطيع الفرد أن يتحكم فيه على حسب إرادته وقوته، ولا يستطيع الفرد أن يصل إلى تلك الملكة إلا بطبيعة فطرية قوية، قد صقلتها النفس والروح وصقلتها الحياة. وقد تناول هذا الكتاب قصة من القصص القصيرة العربية، والتي تُنمي الإحساس والشعور بلغز الحياة، وتستلهم الوجدان الذاتي، وتستخدم الرمزية في التعبير عن الفكرة، فيتحدث الكاتب عن النفس والناس والحياة، والأيام والضمير والحب والزواج، واللذة والحرية والبيوت والأولاد، والحزن والفرح والغربة والجمال والدموع، والفقر والعبادة، والصداقة، فهي تُحرك ملكة الذوق الكامنة في الروح، وتسبر أغوار المشاعر بداخل السريرة، وتنقل إلى عالم آخر تهفو إليه الروح. فقد استنطق "أحمد العيثان" في سردياته "أسرار" وجدانه الذاتي ليستوحي الفكرة والرأي فاقتدر بهذا على التعبير عن موحيات وجدانه في خواطر وصور وعن معطيات نظرته للحياة من آراء وفكر. كما يلج الكاتب في تجربته "أسرار" فضاءات الأدب الرمزي ليسمو بروح الإنسان عن طريق هذا الأسلوب إلى المستوى الأسمى فترتبط بالملكوت الأعلى حيث انكشاف الحقيقة بإشراق نور الحق وليتخلص الإنسان المشدود بماديته إلى هذه الأرض من غريزة الحيوان التي هي بعض طباعه فيخلص بروحه إلى الإنسانية النقية الصافية.