وصف الكتاب:
يستعيد الراوي حياة قرية عراقية، تقع على نهر الفرات، خلال أكثر من نصف قرن. حكاياتها، وأساطيرها، وشخصياتها وبيئتها، ومآسيها. هذه الاستعادة البانورامية جاءت في ذهن الراوي بعد أن تم تهجير القرية كلها إثر الاستيلاء عليها من قبل الوحوش. الوحوش هم المقاتلون الذين تحولوا إلى آلة دمار لتنفيذ أوهام تتكئ على العنف، والتكفير، والتخلف، وتمزيق النسيج الإجتماعي. تدون الرواية مفاصل مهمة مما حدث في العراق بعد الإحتلال الأميركي وزوال النظام السابق، والفوضى التي رافقت تلك التغيرات الزلزالية وقادت إلى دمار المكان القديم، وأغلقت أفق الحياة لمدن بكاملها. إنها حكاية تروى على لسان شخص عاش تلك الأحداث وسقط في سحر الماضي، بعد أن أصبح لاجئاً في وطنه، وشعر أن حياته انتهت بإنتهاء روح تلك القرية التي عاش فيها والمدينة الخربة التي انبعثت من السنين كما لو كانت شبحاً قادماً من الصحراء. هي مسامرات يلونها الخيال، والحزن، والموت، تستعيد أيضاً قصص حب ومصائر مرسومة لماض لن يعود، مصائر تلهو في تلك البقعة المضطربة من بلاد الرافدين.