وصف الكتاب:
يتناول هذا الكتاب سياسة فرنسا الثقافية ومدى تأثيرها في لبنان الذي أختير أنموذجاً للدراسة، وتكمن أهمية اختيار هذا الموضوع كونه لم يجرِ تناوله من قبل، وإن تم التطرق إليه من قبل الباحثين والدارسين فهو بشكلٍ محدود، ولم يحظَ بقدر كافٍ من البحث والتحليل المعمقين. إن هذا الموضوع يكتسب أهمية كبيرة كونه يسلط الضوء على جانب أخذ يحظى باهتمامٍ كبير في المنطقة العربية في السنوات الأخيرة، ذلك أن مفهوم التعاون الثقافي مع فرنسا ما انفك يثير جدلاً محتدماً بين فريقين؛ أحدهما منتقد ومعارض، وآخر مؤيد ومناصر. ذلك أن طبيعة سياسة العلاقات الثقافية الفرنسية تحمل إشكالاً يحمل بين طياته مفاهيم متعددة، وهو محل خلاف بين طائفتين ؛ إذ ترى فيه الطائفة الأولى صيغة استعمارية جديدة، ولا سيما في بلدان المغرب العربي ولبنان التي عانت الاستعمار الفرنسي أكثر من غيرها. في حين ترى الطائفة الأخرى بأنه يمثل إشعاعاً ثقافياً وتواصلاً حضارياً مع بلدان ناطقة بالفرنسية، وأنه جدار صد لمقاومة التحديات الأنكلوسكسونية وجميع أشكال التنميط الثقافي والإعلامي والهيمنة الأنكلوفونية.