وصف الكتاب:
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة مصنف هذا التفسير هو العام "سلطان محمد الجنابذي"، كان شيخاً في الطريقة النعمة-اللهية ومن أشهر العلماء القدماء الشيعة في زمانه، كانت ولادته في الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين بعد الألف، وعرف عنه النبوغ والتبحر في العلوم العقلية والنقلية والمعرفة في كافة العلوم الدينية وله في ذلك مؤلفات كثيرة أكثرها في الأحكام والآداب الشرعية والأخلاق مع التطبيق على أصول العرفان مثل مجمع السعادة وبيان السعادة، وبشارة المؤمنين وتنبيه النائمين، وله تأليفات أخرى غير ذلك في المنطق والنحو مثل تهذيب التهذيب حاشية وشرح على تهذيب المنطق. وأهم مؤلفاته تفسير القرآن المجيد المسمى "بيان السعادة في مقامات العيادة" وهو من أهم التفاسير المؤلفة في القرن الأخير حتى قال فيه الفقيه "محسن المجتهد العراق" ملا محمد الكاشاني "تفسير السلطان سلطان التفاسير" وقد ذكر في هذا التفسير نكات دقيقة عرفانية وفلسفية وأدبية في بيان الآيات لم يذكرها أحد قبله كما صرح به نفسه في مقدمة التفسير وجمع ما ذكر في تفسير الآيات مستند إلى الأحاديث والأخبار المرويّة من مصادر العصمة عليهم السلام. ولمّا كان شديد العلاقة والإرادة بشيخه "محمد كاظم سعادة" سمّى ثلاثة من مؤلفاته باسمه.ومما يميز تفسيره هذا أمور مختصة به لا تكون في غيره: أولاً- ربط الآيات وجعل الآيات اللاحقة مربوطة بالسابقة والحال أن جمع الآيات لم تكن بترتيب نزولها والمؤلف أيضاً قائل به. ثانياً - جمع الآيات المربوطة بالعقائد والإيمان والكفر بالإيمان والكفر بالولاية واهتم بشأن ولاية عليّ عليه السلام والأئمة المعصومين من ولده، وإن الإيمان بالله عين الإيمان بالولاية، والكفر بالله عين الكفر بالولاية. ثالثاً - اهتم بالجمع والتطبيق بين الأخبار المختلفة في تفسير الآيات، كالأخبار الواردة في الشجرة المنهيّة في قصة آدم فإنه فسّرها بحيث ينطبق على جميع ما ورد في الأخبار، وكذا التفاسير المختلفة في آية "ولقد همّت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربّه" وغيرها من الآيات.رابعاً-إصطلاحه في الولاية وتسمية الاتصال بها بالوصلة تشبيهاً له بالوصلة المعمولة عند الفلاحين في الأشجار لتربيتها ونموّها وصلاح ثمرها فإن أكثر الأشجار المثمرة لا تثمر بدون الوصلة أو يكون ثمرها سخيفاً رديأً أو مراً. خامساً - اهتم المصنف بحل المعضلات العلمية الموجودة في القرآن ببيان سهل مستند إلى المطالب الكلاميّة والفلسفة والعرفانية مع تطبيقها على الأخبار وذلك التطبيق كان دأبه في جميع الموارد. سادساً - بيانة رأيه في بعض الأحكام، وهو إن لم يكن يعنون ذلك بالفتوى، ولكنه يبين نظره ويكون بحكم الفتوى ومن ذلك بيانه في تفسير الآية الشرعية "يسألونك عن الخمر والميسر" في الاستدلال على حرّمة الشراب حيث ذكر بعدها أدلّة مقربة على حرمة شرب دخان الأفيون وأفتى به ولعن شاربيه.ومنها أيضاً تحريمه السفر يوم الجمعة على من كان المسافة بينه وبين مجتمع الناس للجمعة أقل من فرسخين أو بقدر فرسخين بل لزوم ترك البيع فيه واستند في ذلك إلى الآية الشريفة "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة"، ولمّا كان هذا التفسير كثير الفوائد غزير الفوائد اعتنى بتحقيقه في هذه الطبعة التي بين أيدينا والتي تتميز أولاً: بذكرها عنوان المطالب في مقدمة السطور ليصير اللاحق متمايزاً عن السابق، وهذا لم يكن في أصل التعشير ولا في طبيعة الأولى. وثانياً: إنها جاءت معربة الحروف، رابعاً: حذف من التفسير بعض العبارات والكلمات التي فيها تعصب للشيعة والولاية، وثم إبدالها بكلمات مناسبة للمعنى.