وصف الكتاب:
تتفق الفرق بأسرها على أصول العقائد الإسلامية وكلها ترمز نحو حقيقة وهدف واحد واختلافهما في التطبيق والاتجاه لا يخرجها عن كونها مسلمة تتمسك بالأصول الإسلامية واختلاف الفرق في فهم أصول العقائد ليس بحديث بل برجع تاريخه إلى عصر الخلفاء الراشدين وقد سبب اختلافهم تخالف آرائهم وأنظارهم في فهم الخلافة وقد رافق هذا التنازع أدواراً أساسية وسعت دائرة الخلاف متى تعذر على المصلحين إصلاح ما ظهر في الصدر الأول وكثير من الفرق تحدث الصواب والوصول إلى الحقيقة في فهمها للأصول الإسلامية. على أنا نلاحظ أن الفرق التي نشأت بدافع سياسي أدركها الانحلال والفناء بمجرد ذهاب القائمين عليها فالمرجئة التي أوجدتها السياسة الأموية انقرضت بانقراض دولتهم وهكذا بقية الفرق كأغلب فرق الخوارج والفرق التي أوجدتها الدولة العباسية كالراوندية والقرامطة وكثير غيرهما، وحيث أن سلسلة الحياة غابت فيها فرق فقد ولدت فرقاً فالمذاهب الفرعية التي برزت في القرون المتأخرة وباينت الفرق الموجودة في فهمها للعقيدة الإسلامية أسست قواعداً خاصة مشت عليها وهذه الفرق لم يكن لها أصل وجود في القرون المتقدمة، وتنازع المسلمين في فهم العقيدة الإسلامية ليس بمستغرب بل هو على طبق القواعد والعقول في الكمية والكيفية مختلفة لا يمكن أن يكون لها ميزان واحد حتى لا تتليس بها قاعدة التنازع.