وصف الكتاب:
المصباح في الأدعية والصلوات والزيارات والأحراز والعوذات الدعاء منجاة تزول به الهموم وتطمئن النفس باللجوء إلى من بيده مقاليد الأمور. والمؤمن يلجأ إلى الله ويثق بقدراته، لأن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله وعلماً ازداد إيماناً وتضرعاً وطاعة، وأكثر الناس معرفة وعلماً بالله سبحانه وتعالى أكثرهم مسألة وطلباً. والمؤمن يعلم أن أفضل العبادة الدعاء وهو مناجاة الحبيب لحبيبه، والعاشق لعشيقه، تقراه إذا نامت العيون وهدأت الأصوات في وهدة الليل قام إلى محرابه متوجهاً بقلبه إلى الرحيم طالباً رضاه ومقدماً بين يديه ما يحتاج إليه من مغفرة وتوبة ورضوان، وكأنه يحدثه بلسان قلبه: ها أنا ذا في سكون الليل ووحشة الظلام أستنير بوجهك الكريم وأنت منّي قريب أقرب إليّ من حبل الوريد. قرب الحبيب إلى الحبيب، والدموع تسيل على خدّيه من فرحة اللقاء أو خوفاً من عذاب يوم عظيم، يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.