وصف الكتاب:
المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء : ثمانية أجزاء بأربع مجلدات في مجموعة المحجة البيضاء المؤلفة من اربع مجلدات نجد ان المؤلف اعاد قراءة كتاب احياء علوم الدين للامام الغزالي هذا كتاب آخر من خوالد التراث العربي، مضى على تأليفه نحو تسعة قرون، ولا يزال مع هذا الزمان الطويل وتقادمه، لامعاً أكثر ما يكون اللمعان. وهو مع أخلاق الدهر وعلو المشيب لا تخاله يزداد إلا قوة وشباباً. فلا يزال هذا الكتاب يتدارسه الناس في العالم العربي جماعات وإفراد ولعل السر في خلود هذا الكتاب، هذه النزعة الصوفية التي يلجأ إليها المرء إذا اشتدت قواه فخشي أن يطغيها الأشر والبطر. ولعل السر في خلوده أيضاً ذاك الحديث المسهب المستفيض في قواعد الأخلاق وقوانين المعاملة، فلا تكاد تبحث عن مشكلة من مشاكل الخلق أو قضية من قضايا المعاملة، إلا ألفيته قد عالجها، أو تناول طرفاً من أطرافها. وقد يكون من كنه ذاك الخلود هذه البراعة الفائقة التي يلمسها دارس الكتاب أو يبصرها رأي العين، فالمنهج الذي سار عليه الغزالي في تقسيم الكتاب وتبوبيه منهج عبقري. فالكتاب أربعة أرباع: ربع العبادات، وربع العادات، وربع المهلكات، وربع المنجيات. وكل ربع منها مشتمل على عشرة كتب، وكل أولئك يتناوله الغزالي بأسلوب المعالم الحاذق، الذي لا يدع في صدر تلميذه شبهة إلا كشف الغطاء عنها، ولا مجهلاً من المجاهل إلا أرشده إلى وجه العلم في، مع توشيع كلامه بآيات الكتاب العزيز وحديث الرسول وأخبار الصحابة والتابعين، وأقوال الحكماء والأدباء والشعراء، بل ما ورد في الكتب الدينية القديمة وأقوال الرسل والأنبياء.