وصف الكتاب:
الشيخ سليمان ظاهر مؤلف هذا الكتاب هو علم من أعلام العرب في القرن العشرين تجمع فيه من الفضائل ما قل أن يتجمع في نظرائه، فكان فقيهاً بين الفقهاء، شاعراً بين الشعراء، مؤرخاً بين المؤرخين حيث كتب بحوثاً تاريخية، وكان مما عنى به من مواضيع التاريخ تاريخ الشيعة. وليس مبعث هذه العناية نزعة مذهبية، بل كان مبعثها الحرص على تاريخ الإسلام وتاريخ العرب بإبراز جانب مشرق من هذا التاريخ عملت في القديم عوامل شتى على طمسه، وهو حين يكتب تاريخ الشيعة إنما يحاول أن يبرز الوجه الصحيح لهذا الفريق من المسلمين ليرى الفريق الآخر أن ليس هناك ما يبعث على الفرقة والتباعد، فيكون بذلك عاملاً لتجميع الشمل ولمّ التشتت. وفي هذا الكتاب وفي السياق العام لتاريخ الشيعة، ما يثير الاهتمام وذلك في جمعه لأخبار الدولة الادريسية في المغرب التي ظلت معظم أخبارها ضائعة وظل الكثير منها مطموساً مع ما كان لها من الفضل العميم في نشر الإسلام في بقاع كثيرة، والأمر نفسه لتاريخ الحمدانيين وبطلهم (سيف الدولة)، فقد كان تاريخ تلك الفترة المجيدة مبعثراً لا يكاد يهتدى إليه، وها هو في هذا الكتاب واضح المعالم، مجموع الأحداث. بالإضافى إلى ذلك فقد أبرز هذا الكتاب للقراء تاريخ إمارات عربية طمس الإهمال تاريخها مع ما في هذا التاريخ من مفاخر ومآثر في السياسة والأدب والشعر بخاصة، من أمثال التقيليين والخفاجيين وبني شاهين وغيرهم. وقد كان لتاريخ لبنان النصيب الوافر في هذا الكتاب، حيث كشف صفحات كانت مطوية في هذا التاريخ وكان فيما تحدث عنه-الحرافشة، الذين كانت لهم في تاريخ لبنان العسكري والأدبي. ومن مزايا الكتاب أن المؤلف تجاوز فيه تاريخ الدول والإمارات إلى تاريخ أسر علمية تأصل فيها العلم وتسلسل في أزمنة متباعدة مثالها (بني زهرة) الحليين الذين وفاهم حقهم وأبرز دورهم.