وصف الكتاب:
عندما يبتلي العالم الإسلامي بعجز علمائه، وجهل أبنائه، وكيد أعدائه، وفساد أمرائه، وشح أغنيائه. يصبح في حاجة إلى "رجل" كحاجة المريض للدواء، وحاجة الأرض للماء. رجل يهز المشاعر المستكينة ويحرك العقول الصدئة، ويقود الأمة عند غياب المرشد وسيادة الرعاع، يخلصها من وحل الهزائم ويعيد فيها أمل النهوض، رجل يهب دمه فدى لدينه وأمته، رجل يعطي ولا يأخذ، ولعل محمد الغزالي من هؤلاء الرجال الذين أغنوا العلم بما أحيوه من مبادئ وما بثوه من أفكار دفاعاً عن الإسلام وهجوماً على معاقل الكفر والنفاق، وما ربوا عليه الشباب المسلم من صدق وإخلاص في عملهم الدعوي التوجيهي فقد وقف الغزالي على عدد من ثغور الإسلام بأساليبه المتنوعة وفي مراحل عمره المختلفة منذ أن كان يافعاً حتى ضمت الأرض جسمه الطاهر فقد دخل معامع المعركة من بابها الواسع مناظراً كاتباً، يرسم آفاق الصحوة، ويغني ساحتها بأريج سيرته العطرة يتقبل المحن بصبر الأنبياء وفرح الشهداء وما أروع ما قاله في هذه الدعوة "وقد قررنا نحن أن نبقي وأن تبقى معنا رسالتنا الخالدة، أو قررنا أن تبقى هذه الرسالة، ولو اقتضى الأمر أن نذهب في سبيلها، لترثها الأجيال اللاحقة" هنا تجد سيرة هذا المصلح بكل دقائقها وشرحاً لمواقفه الخالدة التي أعادت إلى الأذهان مواقف آل ياسر وابن حنبل وشيخ الإسلام ابن تيمية.