وصف الكتاب:
إن الدعوة الإسلامية تملك حقائق تربوية كثير لم توظفها التوظيف الأمثل في منهجيتها التربوية، وإنما وفي حال تمّ التوظيف فإنه سيدفع الدعوة إلى الإمام دفعة قوية، ويجعلها تحتكر الساحة الاجتماعية في هذا المجال. وفي هذا الكتاب مجموعة خواطر وتأملات وردت على قلب المؤلف، وهو يعتقد صوابها وهي ليست "منهجية التربية الدعوية"، الرسمية المعترف بها والمقر بها قيادياً، وإنما هي مقترحات منه لتطويرها وتوسيعها وتجديدها، ويشفع له أن الخيال فيها قليل، وربما ينحصر ذلك في رؤيته لما في "الصناعة" من إيحاء تربوي إيجابي، وأما معظمها فهي قناعات غرستها المعاناة في قلوب الدعاة المربين، وتجارب ناجحة فعلياً، لكنها محلية أو محدودة لم يكتب لها التعميم وتحتاج إلى قرار جماعي لها لتكون ضمن المنهجية التربوية الدعوية، إلى جانب ذلك فإن الكثير مما تناوله المؤلف إنما هو تعديل وتحليل لقضايا تربوية في المنهج تلقاها الدعاة تلقياً عرفياً لم يصحبه شرح وتفهيم، فيبين وجه الفقه الكامن فيها، دون ابتداع أصلاً، إلا أن حرصه كان كبيراً خلال البحث كله على كشف الجانب المنهجي في المفردات التربوية التي تناولها الحديث، وبيان الخط الجامع الموحد لها في سياق ونسق منسجم. ويكفي أن يخرج الداعية المربي بمثل هذا الانطباع الكلي والنفط المنهجي الذي يتجاوز التجزئ ويرى مفاصل الارتباط بين المفردات التربوية للاقتناع بأن الكتاب قد حقق غايته.