وصف الكتاب:
الزواج نعمة من نعم الله تعالي ، وفضل كبير علي الإنسان ، شرعه الله الناس سكنا ومودة ورحمة. ولأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه فهو يألف الأسرة ويصبو إلي أن يعيش في ظلها ، ويرسم في مخيلته وذهنه حلما جميلا لتكوين أسرة سعيدة يجد فيها راحته وتحقيق أنسه وملذاته في أمان نفسي. ولكن المدهش والمذهل حقيقة هو الواقع الذي نعيش فيه ، فكم من أسر تتهدم جدرانها وتتصدع وتسقط بصورة محزنة,, وكم من أسر أخري قد رممت جدرانها وحاولت وتحاول أن تجمع حطامها لعلها أن تبنيه من جديد علي الرغم من بقاء أثر الصدوع والشقوق، وكم..وكم... هذه الحقيقة تدعو إلي ضرورة التوقف والبحث وتحتاج إلي مُعين يمد يد العون لهذه الأسر للتثبيت والتأييد. تعجبت وتحيرت في أمر هذه الصور التي ألقاها في كل مكان حولي ، سواء من خلال عملي في هذا التخصص بمحاكم دبي في الإصلاح الأسري (وهو الباب الذي تدخل منه القضايا الزوجية لمحاولة تسويتها قبل العرض عل ي القاضي ليفصل بحكمه) أو من خلال عملي في مجال الدعوة كرئيسة لقسم الدعوة النسوي بأوقاف دبي سابقا. ما جعلني أتساءل عن أسباب هذه الشقوق والتصدعات؟ ولماذا تنهار الجدران بكثرة؟ وهل من سبيل لأن تبقي صامدة أمام الرياح؟ وكيف تُبني علي الحب؟ وكيف يسودها الأنس الأحاسيس المرهفة ! ولماذا وكيف تضعف؟ وفي خضم هذه التساؤلات كأني سمعت هذه الجدران المتصدعة تحدثني وتخاطبني لبناتها المتصدعة تخبرني بأمرها وتقول: بُنياننا قام علي الحب نعم ، ولكن حدثت برودة في اللبنات الأخري التي أهواها وأعشقها، والتي بنيت معها أجمل بنيان! والآن أجد صعوبة في التواصل معها حتي عجزت.. مما أدي إلي التشقق بيننا والتصدعات !! وإذا بصوت جميل يعلو من بين جنبات الجدار يقول : ليته يعلم أني أعشقه وأهواه ولكن.. قلت : وماذا بعد لكن؟... فإذا بصمت يخيم علي المكان كليل دامس الظلمة تعذرت فيه الرؤية والوضوح!!