وصف الكتاب:
بعد المدخل الذي يحذر من الأطواق التي تشد على خناق الدولة الايرانية واستنزاف طاقات هذه الأمة، يحكي المؤلف في سبعة أقسام مفصلاً عن "الدولة الملية الحديثة" ومسارحها الأهلية الاقليمية متناولاً الدين والمذهب، وسياسة الحكم البوليسة والكولونيالية، وعن تركيبة القوميات الايرانية والترتيبين المذهبي والقومي. تتصل آثار ومفاعيل التراث الصفوي فالفاجاري نالبهلوي السطاني أو الإمبراطوري إلى الدولة الخمينية من طريق تاريخ إيران الحديث والمعاصر، وحوادثه وتحدياته ومعضلاته. فإيران لم تنفك قوة أو كتلة بشرية سياسية وجغرافية راجحة، على منعقد دوائر ودول وجماعات وطرق وأسواق تتعاظم أدوراها في موازين القوة والثروة العالميتين، فهي بوابة "الهند" البرية، والحاجز بوجه التوسع الروسي في آسيا الوسطى، وتوأم تركيا، ونظير شبه جزيرة العرب، ورقيب حوض النفط "العظيم"... أو هي في وسعها، ووسع دولة إيرانية متماسكة أن تكون هذا كله أو بعضه، وهي موكب من قوة حكم وتوحيد وإستيلاء مركزية لا شك في طاقتها على الإضطلاع بالحكم والتوحيد والإستيلاء، من شعوب وأمم وولايات ترجحت على الدوام بين الإنجذاب إلى المركز وبين الميل إلى "الأخوة" القومية على جهات الحدود الكثيرة الأخرى والإنكفاء على "المجتمعات الخاصة" والأهلية.