وصف الكتاب:
هل هذا الكتاب في جعبته حصيلة ثرّة، هي طائفة مقالات نبيل خوري في جريدة "النهار" يواكب من خلالها حدث النهار والساعة، يأخذ بها القارئ إلى ما وراء الكلمات والأحداث التي يحللها على ضوء نظرة تحليلية سياسية ثاقبة تحملها كلماته النقدية الساخر بأسلوب حديث القلب للقلب، والجرح للجرح، بلا فلسفة، مقالاته تلك في كتاب، لأنه أن تقرأ المقالات "نهارات" ثم أسبوعياً شيء، وشيء آخر أن تجدها مجموعة في كتاب، فالقراءة الدورية يومية كانت أم أسبوعية، تظل ظالمة بالنسبة للصحافي، ولصاحب الرأي، إلى زوال... ولو استمرت سنوات، أما الكتاب حتى وإن لم تقرأه كله، بل اكتفيت منه، بتصفح ما كنت ظننت أنك قرأت وحفظت، ففيه ما يعيد إلى الصحافي إنصافاً مفقوداُ لأنه يظهر الكل في الأجزاء والاستمرارية عبر التواتر، ويدعوك إلى التأمل بصفاء ذهني... بينما القراءة الدورية، تفترض الاستعجال، فتتمدد العين القارئة على حاجات التأمل الملتزم بان يأخذ وقته، وعلى هذه الصفحات استقرت مقالات نبيل الخوري التي حملت خبرة المشوار المتنوع الطويل، ورصيد أمثولاته والعبر... رصيد نبيل خوري هذا الذي هو رصيده عند أجيال ألفت صوته جيلاً بعد جيل، ثم خبرت قلمه فتستطيب أن تقرأ اليوم وفي كتاب، عصارة الإرث، الوزن الكثيف، وبالإضافة إلى كل ذلك، وفي هذه المقالات، بلغ نبيل خمري رسالة كبرى من رسائل المعرفة الإعلامية الحرة، بل شهادة لحرية الكلمة: أن لا معنى بدونها لا لحرية الفكر، ولا لحرية الإيمان والعبادة، فكيف يكون لحريات الإعلام الزائفة المزورة... معنى؟.