وصف الكتاب:
هذا الكتاب يتكفل بكشف الوجه المغيب للتاريخ السياسي في شرق السعودية، ويؤرخ أيضًا لحركة النضال الوطني السياسي خلال عشري عامًا، وكاتبه السيد علي السيد باقر العوامي، أحد أبرز شخصيات ذلك النضال. عاش شطرًا كبيرًا من حياته بين جدران المعتقلات، بدءًا من ظلمات سجن العبيد الرهيب، وانتهاءً بعنابر السجن المركزي في الدمام، مرورًا بمعتقل الاستخبارات العامة بجدة. وما تقرؤه في هذا الكتاب هو حكاية تجربة الكاتب نفسه، وهو لا يدَّعي لنفسه علم التاريخ، بل اكتفى بسرد الأحداث كما عاشها بأمانة وصدق، بعيدًا عن الزخرف والتنميق. في مقطع طريف أكتفي بذكره هنا، يشير العوامي لمجريات التحقيق الذي أجري معه ذات يوم، بعد نشره لمقالة بعنوان "الشعب مصدر السلطات"! يقول: وقد استوقف هذا المقال نظر ضابط المباحث فأخذ يُركز التحقيق حول مضامينه، والأفكار والآراء التي وردت فيه. ولست أذكر تفاصيل التحقيق، ولكني أذكر جانبًا منه حول نقطة بقيت في ذهني، فقد سألني الضابط: "كيف تُطالب بوضع دستور؟ ألا تعلم أن لدينا دستورًا مقدَّسًا هو القرآن؟ أليس هذا دليلاً على انحرافك، وشيوعيتك؟