وصف الكتاب:
يتبنى هذا الكتاب نظرية تقول إن البعث في سورية صعد إلى السلطة بعد عدة عقود من التنامي الملموس لدور الدولة. وعندما أزاح حافظ الأسد نور الدين الأتاسي وصلاح جديد استخدم المؤسسات القائمة –الحزب الحاكم ونقابات العمال والاتحادات الحرفية ووسائل الاعلام والبيروقرطية والجيش وجهاز الاستخبارات- لفرض سيطرته على المجتمع السوري . وهكذا ضمن النظام يقاءه حتى نهاية القرن العشرين. وبوفاة الأسد الأب استمر النظام أيضاً بفضل هذه المؤسسات وخلف بشار الأسد أباه. ورغم الانفتاح والتحديث اللذين شهدتهما ظلت هذه المؤسسات المتماسكة أداة النظام المتسلطة على المجتمع السوري العنيد. ..إلى أن بدأ الصراع ينجلي ويتوضح بين هذه المؤسسات والمجتمع أي بين النظام المؤسساتي والمشروعية السياسية لهذا النظام. وظهر ذلك جلياً مع موجة الاعتقالات ضد نشطاء ديموقراطيين ومثقفين وصحافيين ما بين 2006 و 2008. فبالرغم من المدّ والجزر في شعبية النظام التي استفادت من الضغط الخارجي لإدارة بوش ومن التلازم السوري مع نجاحات المقاومة في لبنان، بات يبدو النظام في عيون كثير من السوريين غير شرعي بالعمق. في هذا الكتاب دراسة نظرية وميدانية لنشأة المؤسسسات المذكورة منذ خمسينيات القرن الماضي وتطورها، وصولاً إلى إمساك البعث بها وسيطرته على النظام وتماسكه بواسطتها، وانتهاء إلى الصراع القائم والإحتجاجات المتأججة حين صدور هذا الكتاب.