وصف الكتاب:
تحكي الرواية قصة عائلة لبنانية على لسان بطلتها التي تعمل في الصحافة وتواجه المصاعب المتراكمة بداية من مرض امها وتشتت العائلة والهجرة.. وصولاً إلى موت الأم وبيع المنزل العائلي.. ووفاء للعهد الذي قطعته لوالدتها بالاحتفاظ بماكنة الخياطة، تجوب البلاد طولاً وعرضاً وهي تبحث عن الشاري. خلال تلك الرحلة الشاقة تطالعنا مظاهر الحرب اللبنانية، بصواريخها وراجماتها وضياع شباب الوطن وانخراطهم بالقتال والقتل والانحراف... تتميز مي منسى الروائية بأسلوبها الرومانسي وأهم عناصره العبارات الشاعرية الحزينة حدّ القساوة ووصف الطبيعة وجمالها.. والحب الضائع. ومن الرواية هذا المقطع مثالاً على بشاعة الحرب: هذا الخطاب الدونكيشوتي المعيّر على أوهام رومنطيقية الذي لا يمت إلى الواقع الذي عشناه بصلة تلقّفته نهاد قائلة: "من قال لك إننا تمرّدنا؟ من قال لك إننا عبرنا فوق أمواتنا لنخذل الموت ونتفوّق على الخوف؟ ما زالت ذاكرة الخوف في حشوة وسادتنا، نحلم به، نستيقظ عليه، نرتعش لأية ضجة والصمت ضجيج والسكوت خوف. من بطوننا أنجبنا أولاداً مصابين بداء الخوف. دعك يا هالة من نظريات مصنوعة في معامل الغربة. أنت أدمنت المسكنات، أما نحن فأدمنّا الراجمات حتى إذا سكتت ذات يوم أصابنا مس من الجنون".