وصف الكتاب:
العمل الجبهوري، كما يعرفه مؤلف الكتاب، هو كناية عن وحدة عمل مشتركة بين قوى متعددة، تلتقي محاولة تخطي العقبات التي تصادفها في نضالاتها اليومية، رغم بعض الاختلاف في انتماءاتها الأيديولوجية والتباين في مواقفها النضالية، والعمل الجبهوي المشترك ضروري وضرورته تكمن في توافر شرطين أساسين لقيامه، الأول المصلحة المشتركة والثاني وجود خطر داخلي أو خارجي يهدد وجود قوى متعددة. والكتاب يعني بشكل أساس بإلقاء الضوء على القوى والأحزاب السياسية في لبنان التي شكلت جبهاتها السياسية، وتحت رحمة القوى الميلشياوية وضغوطات الحرب بهدف تحويلها إلى قوة فاعلة ومؤثرة في مجريات الأحداث، لكنها لم تتمكن من تحقيق هدفها بسبب تناقضاتها الداخلية. كما أ،ه يلقي الضوء على أهم الجبهات السياسية التي شكلت خلال الحرب الأهلية في لبنان كالجبهة اللبنانية، والحركة الوطنية اللبنانية، وجبهة الخلاص الوطني، والجبهة الوطنية الديمقراطية، وجبهة الاتحاد الوطني وجبهة التوحيد والتحرير. ويخلص المؤلف إلى أن التوجه نحو العمل الجبهوري، هو اعتراف ضمني بالتعددية التنظيمية والإيديولوجية والسياسية وبحق جميع القوى السياسية من ممارسة حضورها، أياً كان شكله. وهو يلاحظ أن التجارب الجبهورية بدأت مع الحرب وانتهت بانتهائها كأن هناك فصلاً كلياً بين المرحلتين، مرحلة الحرب ومرحلة السلم، لا رابط يربط بينهما ولا جامع يجمعها، وبرأيه أن الحرب لم تكن إلا أداة دافعة نحو التكتل.