وصف الكتاب:
والكتاب معالجة لموضوع المكان في خصوصيته العراقية وشموله الإنساني، فإذا كانت الأمم لا تتشكّل، بحسب تصوّر إدوارد سعيد، إلا عبر سرديات ومرويات، فإن سردياتها لن تكتمل ومروياتها لن تنتظم من دون حيّز معلوم تحقق فيه حضورها وتدوّن وقائعها عبر ممارسة تأريخية تُنضج إدراكها لذاتها وللعالم، تتأثر بما حولها وتؤثر فيه لتُنتج عبر علاقتها تلك صورها ومعارفها وتطوّر من خبراتها في مجال المكان بما تُنشيء من صلات بين الجماليات والوظيفيات والكتاب يعالج ما يعيشه المكان العراقي اليوم في واحدة من لحظات وجوده المؤثرة، لحظة امتدت عقوداً من التراجع والاندحار، وهاهي تصعد إلى الذروة غير المأمولة للحدث، مدوّنةً على مشهد الخراب الواسع كلمتها القاهرة، ساعية لتفكيك ما ينطوي عليه هذا المكان من علاقات إنسانية تشكّلت عبره ووجدت ملاذها فيه. عمل الكتاب على دراسة كتابة المكان العراقية التي تواصل الإنجاز فيها لما يتجاوز الثلاثة عقود، ورصد شعريتها عبر مقدمة بعنوان (كتابة المكان، خصائصها الجمالية وتنوعها)، توزعت بعدها مواده على أربعة أقسام حملت العنوانات الآتية: قراءتان معماريتان، قراءتان نقديتان، المكان الزمان الذاكرة، وشواهد ومشاهد، وانتهى الكتاب بعتبة أخيرة هي (عتبة الختام) سعى المؤلف من خلالها لإضاءة فكرة الخاتمة في المكان.