وصف الكتاب:
رواية كتبها غوته لما بلغ الخامسة والعشرين فوفرت له شهرة أدبية اجتاحت أوروبا ليصل تأثيرها إلى الصين حيث نشهد نمنمات ترسم شارلوت وفرتر على الصحون التي اشتهر الصينيون في صنعها للعرض والزينة. كما كان لها تأثير على كثير من شبان العصر الذين اندفع بعضهم إلى الإنتحار من جراء حب يائس عاشوه، أسوة بفرتر. كما أن هذه الرواية طرحت كثيرا من الموضوعات التي كانت تتجلجل في أعماق الشبيبة الأوروبية جراء تململهم من الأوضاع السائدة والتفتيش عن حلول تترجم تطلعاتهم ورغباتهم في التحرر والإنعتاق. إنها قصة شاب وقع في غرام فتاة إسمها شارلوت كانت مخطوبة لشاب مثقف مهذب وذكي اسمه ألبير. ويظهر أن فرتر وصل في حبه لشارلوت إلى نقطة اللارجوع، بحيث امتلكت جميع حواسه وأحاسيسه، وأصبح لا يعيش إلا من أجلها. أما شارلوت فقد أحست في قرارة نفسها بحب نحو هذا الشاب اللامع الذكي الرقيق الحنون، ولكنها لم تستطع مجاراة عاطفتها، لأن واجبها كخطيبة لألبير كان يمنعها من الإنقياد إلى عواطف وأهواء فرتر. والجدير بالذكر أن فرتر كان يسعى إلى رؤيتها كل يوم إلى أن كانت لحظة تقارب فيها الجسدان وتلاحمت الشفاه في قبلة عميقة، خرجت منها شارلوت مذهولة، وفرتر مصدوما، إذ هددته بالإنقطاع عنه إذا ما استمر على هذا النحو من التعامل معها. لذلك قرر فرتر الموت خلاصا له من الحالة التي يعانيها. وراح يستعد للحظة الموت بكل وعي وإدراك وشوق كما تستعد العروس للحظة وقوفها إلى جانب عريسها أمام مذبح الله. ونفذ فرتر قراره في إحدى الليالي بمسدس استعاره من ألبير نفسه. وهنا مهزلة الصدف أو القدر. ليلج بهذا الفعل – الإنتحار- إلى عالم الموت حيث يتحرر الإنسان من كل ما يعيق ذاته في هذه الحياة الدنيا. وتجدر الإشارة أن هذا الكتاب يحتوي على دراسة تحليلية للقصة بالإضافة إلى أقسام القصة الثلاث.