وصف الكتاب:
"حسني الناشي" عن قُرب من خلال اهتمامنا الأدبي بشكل عام ، وترشيف وحفظ وإعادة مخطوطاته من جديد ، تلك التي خطَّها بيده ، وكتابة مقدمة تليق به بعد رحيله عنا جسديًا فقط كقاص عراقي عربي كبير. هذا أتاح لنا معرفة طبيعة أسلوبه الكتابي ، طريقة تفكيره ، الكيفية التي يرسم بها لوحات أعماله ، وما كان ينازعه قبل وأثناء شروعه بالعمل من خلال الخطوط العريضة التي كان يهتم بها لينفذها فيما بعد أعمالاً أدبية استهوت الكثير من القُرَّاء العراقيين خاصة والعرب عامة ، لجمالية نصوصها وتفرده الواضح في رسم شخصيات أبطاله وكأنهم أحياء يشاطرونه حياة الواقع خطوة بخطوة ، مما أدَّى به إلى شيء يكاد يكون أقرب إلى النبوغ في تحليل وتفسير الشخصية الإنسانية ومعاناتها من خلال أفعال وردود أفعال شخوص أعماله الأدبية حسني الناشي "... فموهبته الروائية لم تكن وليدة ساعة معينة ، بل شعرنا بأنها كانت انفجار لتراكمات عاشها المرحوم وتشبع بجزئياتها المُرَّة والطيبة فتولدت في خلده آهات ومسرات حوَّلها قلمه الفذ العاشق المحب للإنسان المدافع عن إنسانيته إلى عمل أدبي رصين متمثل في روايته التي نتحدث عنها والتي تحمل همًّا شخصيًا كبيرًا انعكس على مزاجه النفسي وأثَّر به كثيرًا لعدم رؤيته للأشياء بشكلها الطبيعي لضعف بصره في سنوات حياته الأخيرة ، مما جعله يرى الخطوط التي يرسمها ويدونها مائلة ، ومن هنا جاءت معاناته عنوانًا لروايته التي أظن ولا أجدني مخطئ بأنها ستكون خالدة كاسمه في عالم الأدب العربي "خطوط مائلة".