وصف الكتاب:
يستهل الروائي عمله بمشهد إفتتاحي يقوم خلاله بتصوير بطله "سالم" في مقهى بيروتي مع شلة من أصدقائه اللبنانيين المنتمين إلى طوائف مختلفة وهو العُماني اللاجىء هناك، الهارب من واقع يائس، والمصطدم في البلد الجديد بواقع أمرّ وأنكى من بلده الأم من جهة الأجواء المشحونة بالطائفية. وفي كواليس الرواية، نجد أن سالماً يتمرد على أعراف قبيلته، ويكسر ذلك التقييد الذي يجد نفسه محاصراً به، يقترن بسمية التي يحبها، فيقرران معاً أن يختارا حياتهما ويضعا مصيرهما بأنفسهما، تنبذهما أسرتاهما، ويستدرج سمية أهلها إلى البيت للإيقاع بها، وقتلها بطريقة وحشية. ثم الزعم بأنها لم تستطع أن تسامح نفسها على الأذى الذي ألحقه بأسرتها فانتحرت. على هامش الرواية يثير الروائي قضايا عدة يعاني منها المجتمع العربي مثل العنف ضد المرأة، وجرائم الشرف، والحروب الخفية التي تقع داخل مجتمعه، والحروب الفعلية التي تقع في أكثر من منطقة في العالم العربي، ويكون التركيز على الحالة السورية، من وجهة نظر بعض اللبنانيين المشاركين فيها أو المتأثرين بها بطريقة أو أخرى، مثل هروب سجناء لبنانيين من سجون سورية عقب سيطرة الثوار عليها، واكتشاف أن هناك سجناء لبنانيين ما زالوا أحياء بعد أن فقد أهلهم الأمل برجوعهم، وتفاصيل أخرى عن أحزاب مشاركة في الحرب، يقع أبناؤها ضحايا لقضايا وأجندات دول لا علاقة لهم بها .. وتداعيات أخرى يكشف عنها السرد في عمل روائي ناضج ومتماسك .