وصف الكتاب:
وأنا ما زلتُ أرى أن النجاح دونك، نجاحٌ ينتهي عند باب غرفتي، أصير بعدها فراشة آدمية انفلتت من سِرب الفراش المعلّق على الجدار، باختصار شديد يضمحل جسد السعادة وتسعل برئة مثقلة بالغليون.. تسعل تسعل إلى أن تلتزم الفراش، وأنا أتمشى على شارع "..." الموصل للمقهى أواصل الحديث روحيًّا معك.. وأتأكد كما دائمًا أنك تسمعني.. تسمعني بطريقةٍ ما وسردُ هذه الأمور في هذا الوقت بالضبط ما هو إلا فضفضة أستفرغ فيها كلّ ما من شأنه أن يُكدّر صفو الآتي، كمن يقوم بإخلاء مدينة ليدخلها الفرح. أحتاجُ أن أُذكّر نفسي بشجرة الخريف التي أحببتها حد الهوس لم تكن سوى توأمي الذي اختار أن يأتي إلى الدنيا على شكل شجرة.. إنها منسجمة مع ذاتها، أغصانها شديدة السواد وأوراقها تنتحر بحب، تفترش جذر والدتها وتتمسك بالعطاء كي تصير دبالاً يعيد للأم عافيتها ربيعًا. لطالما أحزنني رؤيتها مرتعدة أمام الريح، أخالها معطوبةً نفسيًّا مُتجاهَلةً في مصحة الحياة.. والريح جلسةُ كهرباء خشنة تفتك بكلّ خليّة فيها. كم قاسيةٌ يا حبيبي الطبيعة!