وصف الكتاب:
أنهينا إفطارنا. حان الوقت كي لا تنهضي. لا تتجهين إلى المطبخ. لا تقفين هناك تغسلين الأطباق. ألحق بكِ. أناولك الأكواب. لا تأخذينها من يدي. لا تضعينها قرب الحوض. أظل واقفًا خلفكِ أخفق مضطربًا من الشريان الذي فى رقبتك. أطبع قبلاتي على أذنكِ الصغيرة الدقيقة. أرتدي ملابسي لأتجه إلى عملي. أنتِ لن ترافقيني حتى باب الشقة. ستظلين جالسة على المقعد بنظرة شاردة. أرجع متأخرًا في المساء ممتلئا بغرامي بك. نتناول العشاء، أنا وأنتِ بقلق ومحبة وعزلة مؤلمة. نتنشق رائحة الخبز الساخن فوق المنضدة. ذكريات في طريقها إلى النوم تتقلب على السرير. ينتهى يوم طويل جعلنا جزءًا من ذكرياته. يخطر لي أن المخيف في الموت هو الوحدة. مسيرة المرء بمفرده في ذلك الوادي. ذلك لن يخيفنا لأننا معًا. أنا وأنتِ. لأنه كانت لنا لحظات مشبعة بالغرام والعذوبة، بالهواء الذي يتدفق من الشرفة بلون المساء مؤرجحًا أطراف الستارة البيضاء. أتملى وجهك بحب وعمق ويأس في حجرة النوم. تمدين بصرك من فوق كتفي إلى صوان الملابس. تهبطين برأسك إلى الوسادة. تطفئين المصباح الصغير. يظل قلبي متيمًا بكِ وفيه أمل لا ينتهي. فقط لو تقولين لي مَن ِمِنا الذي مات ولم يعد يرى الآخر؟