وصف الكتاب:
توقف الفكر بوصفه عملية إنتاج وإبداع واستشراف للمستقبل في ميدان البحث عند العرب منذ زمن طويل وترك المجال مفتوحاً بآراء وأفكار تم أنتجها في مجتمعات أخرى لتعالج قضايا ومشكلات تلك المجتمعات، فإذا بمثقفينا يسقطونها على واقعنا العربي وغالباً بدون أدنى تمحيص أو تدقيق، ولا يتوقف ذلك على الترجمات المعلنة، بل يتعداها إلى الكتابات المنحلة لصفة التأليف والإنتاج الفكري. قد تكون هذه الحالة جانباً من الجوانب السلبية للعولمة، وقد كان "مثقفونا" و"مبدعونا" سباقين إليها، فمارسوها قبل أن ترى النور في بلاد المنشأ بعقود! هذا الكتاب الجديد للأستاذ عصام سعد، وإن كان يتناول موضوعاً عالمي الأبعاد والاهتمام، إلا أنه محلي الإنتاج، تجده فيه نحت موضوعاته نحتاً من ثقافته وعلمه وتجربته الخاصة، لا ينتحل فكرة لغيره، وإن كان يجهد في استعراض الأفكار ويعمل بها النقد والتدقيق، دون أن يتقمص عقل سواه. فإن وافقته على وجهة نظره أو عارضتها، تجد نفسك مضطراً لاحترامها، على الأقل أنه بعمله هذا يحترم عقل القارئ العربي ولا يدعي ما ليس هو فيه.