وصف الكتاب:
نقاط علّام أساسيّة في رحلة البحث عن الحريّة. أمام موضوع الحريّة، نجد أنفسنا مضطرين للبحث ضمن عدّة مستويات: ففي الفصل الأول سنأتي على الدور الذي مارسته الحضارة الغربية في مسائل الحريّات، كوننا لا ننكر من حيث المبدأ دور هذه الحضارة (سواء اتفقنا أو اختلفنا بشكل جزئي أو كلي مع فهم الحريّة ضمن منظومتها الفكرية) في إضافة مفاهيم وتصورات جديدة، دفعت الآخرين المختلفين من أبناء الحضارات الأخرى إلى سلوك أحد الطرق الثلاثة ؛ التماهي مع التصورات المطروحة بدون نقدها واصطفاء ما يناسب منها؛ ثم تلاشي الذات الحضارية، الفوبيا منها ثم الصدام معها والانطواء أكثر على الذات، أو الطريق النقدي الذي يكون السائر فيه عصيّاً على الفوبيا والتماهي، ويملك حسّاً نقدياً عالياً يمكّنه من فهم إيجابية الحالة المعاصرة، من حيث كونها يجب أن تكون بمنزلة صعقة حضارية، تصحو من خلالها الأمّة على واقعها المرير، فنحاول فهم التطوّر الجاري في الغرب على مستوى مفاهيم الحريّة، والأهم؛ فهم أسباب غياب هذه المفاهيم عن أدبياتنا وعن ممارستنا الاجتماعية والسياسية، وسنتناول أثناء ذلك مسألة الرق بشيء من التفصيل.