وصف الكتاب:
السؤال الأساسي الذي يشكل محور الاهتمام في الدراسة التي يتناولها الكتاب هو: كيف تمت سيطرة الاستعمار الفرنسي على "سورية الطبيعة" (بما فيها لبنان)؟ يتردد في سياق هذه الدراسة بأن هذه السيطرة ارتكزت إلى تجزئة سياسية وإدارية تمثلت بناء أجهزة دولة حديثة على النمط الغربي، رُكبت على أنماط إنتاج وبنى ومؤسسات "غير رأسمالية" وذات صفات تكوينية تاريخية مختلفة استخدمت للدلالة على صفات من مثل: "أسيوية شرقية، إسلامية أو تقليدية"، ما قبل رأسمالية، ما قبل "كولونيالية"... فكيف تم التقاطع بين الطرفين، أو المستويين؟ ما هي أشكال التوافق أو التعارض؟ وكيف تمت أشكال "التبعية" للرأسمالية العالمية. إذا كان هذا السؤال هو الذي يشغل الآن الحيز الأكبر من تفكير الباحثين المهتمين بالموضوع على اختلاف توجهاتهم واهتماماتهم المعرفية بالاقتصاد والتاريخ، أو الأيديولوجيا، فإن ما تتطلبه معالجة هذا السؤال من تراكمات في المعارف الاقتصادية والتاريخية والاجتماعية والفكرية، يجعل من طرحه لهم أساسي من هموم الدراسة التي يقدمها الباحث، هدفاً طموحياً أو مشروعاً مستقبلياً يتطلب تكاشف جهود جماعية، تنخرط في إنتاج هذا المشروع وحقيقته، ولا يدعي الباحث أنه قدم في كتابه دراسة وافية لهذه الشكلية، بل أن دراسته تلك تأتي كمحاولة تجمع بين التوثيق والتحليل، بين تقديم مواد وثائقية حول الموضوع وبين منهج يطمح أن يكون علمياً في قراءة الوثائق وإعادة تركيبها. إنها إذن الوثائق التي يعتقد الباحث أنها تقدم مواد وعناصر لبناء دراسة هذه الشكلية، وقد استقى معظم المواد الوثائقية في الكتاب من محفوظات وزارة الخارجية الفرنسية في باريس.