وصف الكتاب:
إن أفكار الشيخ حسين الجسر الطرابلسي كانت قد بلغت أقصى العالم الإسلامي غرباً، وخصوصاً تلك الآراء التي أوردها في كتابيه "الرسالة الحميدية" و"الحصون الحميدية". والواقع أن انتشار آراء الشيخ الجسر في تلك الآونة، يعود إلى كونه قد عالج مسألة هامة، لم يعالجها غيره من قبل، وهي: ما هو موقف المسلم المؤمن من الاكتشافات الحديثة التي تناقض الإيمان؟ هذا ولا تقتصر أهمية الشيخ الجسر على هذه الناحية بل تتعداه إلى كون الشيخ الجسر كان من أهم المفكرين التربويين في ذلك الحين. ويتجلى أثره من خلال تلامذته العديدين ومن خلال ما خلفه من مؤلفات ورسائل، وكذلك من خلال ما يمثله من حلقة هامة من حلقات تطور الفكر الإسلامي في العصر الحديث. وبالرغم من ذلك، نجد أن الباحثين المعاصرين يبدون اهتماماً ضئيلاً بشخصه، ويعيرون أفكار القليل عن الدراسة. أما السبب في ذلك فيمكن أن يرد إلى أمرين مترابطين أخرجاه من دائرة الأسماء اللامعة في جدول أعلام النهضة الحديثة، أولاً عدم اشتغاله بالسياسة، بالمعنى المحدد للكلمة، ولاتخاذه مواقف حيادية من صراعات كانت تأخذ بعقول أبناء جيله وتستحوذ على هممهم ونشاطاتهم. ثانياً: ابتعاده عن الإقامة في العواصم التي كانت تشهد تلك الحركات السياسية الفكرية، مثل القاهرة أو إستامبول. في القسم الأول من هذه الدراسة عمد المؤلف إلى عرض مراحل حياة الشيخ الجسر مع إشارته إلى فكرة التربوي والاجتماعي، وفي القسم الثاني عرض إسهام الشيخ الجسر في تطور الفكر الإسلامي.