وصف الكتاب:
منذ نشأة هيئة الأمم المتحدة في 1945،أخذت على عاتقها مسؤولية حفظ السلم والأمن الدوليين وتعزيز منظومة الأمن الجماعي، حيث تم منح المهمة الحصرية لمجلس الأمن الدولي بالتدخل عسكريا في حالة أي تهديد من شأنه أن يعرض السلم و الأمن الدوليين للخطر بمقتضى أحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. إلا أنه بعد نهاية الحرب الباردة عرفت العلاقات الدولية تحولات وتغييرات جوهرية سواء على مستوى بنية النظام الدولي أو الفواعل الدولية وحتى بروز تهديدات أمنية جديدة: تقنية، ثقافية، بيئية... مصدرها فواعل غير دولية، مخاطرها تتجاوز الحدود الإقليمية للدولة الواحدة مما أدى إلى توسيع مفهوم الأمن الذي كان -وفق المنظور التقليدي- مرادف للمصلحة الوطنية وحكرا على الدولة القومية بالاعتماد على القوة في شقها العسكري، فأصبح الحديث عن أمن الفرد بدلا من أمن الدولة، مما أدى إلى التراجع النسبي لنزعة الدول منفردة إلى تحقيق أمنها وإنما تتقاسم الأعباء الأمنية لاحتواء هذه التهديدات من خلال تشكيل أحلاف عسكرية، إبرام لاتفاقيات أمنية ، عقد شراكة أمنية.. بالإضافة إلى تغير طبيعة النزاعات الدولية من نزاعات بين الدول إلى نزاعات داخل الدولة في شكل حركات انفصالية، حروب أهلية، أو نزاعات عرقية لتعقد التركيبة الاثنية للمجتمع ...والتي تشكل تهديدا للأمن الدولي خاصة عندما تعرف استعمالا للعنف بدرجة كبيرة ضد الإنسانية.