وصف الكتاب:
يحتل موضوع النخبة بشكل عام و النخبة السياسية بشكل خاص ، حيزا مهما في العلوم الاجتماعية و السياسية ، حيث و منذ ظهور المجتمع الإنساني أثيرت مسألة حكم الأقلية للأكثرية على أسس شتى إما مرتبطة بطبيعة المجتمع أو طبيعة النظام السياسي ، كما أن هذه النخب أتيحت لها إمكانية الاضطلاع بأدوار رئيسية ومهمة في مختلف المجالات ، و لعل أبرزها الجانب السياسي حيث تعتبر أداة فاعلة و رئيسية لأي عملية تنموية ؛ و لعل التركيز على التجربة الجزائرية راجع لطبيعة النخب السياسية المكونة لهيكل النظام السياسي و التي تميزت بالصراعات منذ نشأتها ؛ كما أن التجربة الديمقراطية الفاشلة التي كان سببها نخبة سياسية متمسكة و متعصبة لأيديولوجية تخدم مصالحها ، أفرزت أزمة عدم استقرار سببها هذه الصراعات بين النخب السياسية المختلفة ، و في خضم هذا الصراع برزت نخبة جديدة استطاعت فك رموز الصراع الدائر ، حيث ركز هذه الكتاب في محتواه على جملة من المرتكزات التي اعتمدتها النخبة السياسية في سعيها نحو تحقيق التنمية السياسية في الجزائر، بداية بالاستقرار السياسي كعامل مهم لتهيئة الأرضية المناسبة للممارسة السياسية في كنف الديمقراطية ثم بناء الشرعية في ظل أزمة عدم الثقة التي تسببت فيها الأزمة الأمنية و يتم ذلك بتركيز على المشاركة السياسية و التفرغ بعد ذلك للإصلاحات السياسية كنتيجة للدور الإيجابي للنخبة السياسية .