وصف الكتاب:
«إننا لا نحيا لنكون سعداء.» عندما قلتَ لي هذه الكلمات في عام 1934 أصابني الذهول، لكنني أدركُ الآن ماذا كنت تعني، وأعرفُ أنَّهُ عندما يكون شأنُ المرءِ شأنَ طه؛ فإنَّهُ لا يعيش ليكون سعيدًا، وإنما لأداءِ ما طُلِبَ منه. لقد كنا على حافة اليأس، ورحتُ أفكَّر: «لا؛ إننا لا نحيا لنكون سعداء، ولا حتى لنجعل الآخرين سعداء.» لكني كنتُ على خطأ؛ فلقد منحتَ الفرحَ، وبذلتَ ما في نفسكَ من الشجاعة والإيمان والأمل. كنتَ تعرفُ تمامًا أنَّهُ لا وجود لهذه السعادة على الأرض، وأنك أساسًا،بما تمتازُ به من زهد النفوس العظيمة، لم تكن تبحث عنها، فهل يُحْظَرُ عليَّ الاملُ بأن تكون هذه السعادة قد مُنِحَتْ لكَ الآن؟ «ابقي، لا تذهبي، سواء خرجتُ أو لم أخرج، أحملكِ فيَّ، أحبكِ. ابقي، ابقي، أحبكِ. لن أقول لكِ وداعًا؛ فأنا أملككِ، وسأملككِ دومًا، ابقي، ابقي يا حبَّي.» منذ أربعة وخمسين عامًا كتبتَ لي ذلك!